غزة: مماطلة الاحتلال في إدخال المساعدات تزيد معاناة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني
![](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/25/02/07/303457.webp)
حذر مكتب الإعلام الحكومي في غزة من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في المماطلة بتنفيذ البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار، رغم مرور 20 يومًا على دخوله حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في القطاع.
وأوضح المكتب في بيان رسمي أن الاحتلال لم يلتزم بالتعهدات المنصوص عليها في الاتفاق، مما زاد من معاناة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعًا مأساوية نتيجة الحصار والدمار المستمر.
نقص حاد في المساعدات والاحتياجات الأساسية
أكد التقرير أن الاحتلال لم يلتزم بإدخال الكميات المتفق عليها من المساعدات، حيث بلغ عدد الشاحنات التي دخلت القطاع 8500 شاحنة فقط من أصل 12 ألفًا كان من المفترض دخولها، بينما لم تصل إلى شمال غزة سوى 2916 شاحنة بدلاً من 6 آلاف.
كما أشار إلى أن معظم المساعدات التي تم إدخالها لا تلبي الاحتياجات الأساسية، إذ تركزت على مواد غذائية ثانوية مثل الشوكولاتة والوجبات الجاهزة، بدلاً من الإمدادات الضرورية اللازمة للإغاثة والإيواء.
مأوى غير كافٍ وآلاف النازحين في العراء
كشف البيان أن الاحتلال يمنع دخول البيوت المتنقلة رغم الحاجة الماسة إلى 200 ألف خيمة و60 ألف وحدة سكنية متنقلة، بينما لم يتجاوز عدد الخيام التي دخلت 10% من الحد الأدنى المطلوب، ما يترك مئات الآلاف من الفلسطينيين عرضة للبرد القارس دون مأوى مناسب.
أزمة وقود خانقة وشلل في الخدمات
أوضح مكتب الإعلام الحكومي أن الاتفاق نص على إدخال 50 شاحنة وقود يوميًا لتشغيل المستشفيات والخدمات الأساسية، إلا أن الاحتلال يسمح بدخول 15 شاحنة فقط يوميًا، مما تسبب في تفاقم أزمة الكهرباء وتعطيل عمل المستشفيات.
كما أشار إلى أن الاحتلال يمنع إدخال مستلزمات الإيواء الأساسية مثل المولدات الكهربائية، ألواح الطاقة الشمسية، البطاريات، الأسلاك الكهربائية، وخزانات المياه، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان المحاصرين.
أزمة صحية كارثية وتأخير متعمد في إخراج المرضى
أكد البيان أن الاحتلال يعرقل دخول المعدات الطبية والأدوية الأساسية، مما أدى إلى وفاة 100 طفل مريض بسبب التأخير في إخراجهم لتلقي العلاج، كما توفي 40% من مرضى الكلى بسبب نقص الإمكانيات في مراكز غسيل الكلى.
تحذيرات ودعوات لتحرك دولي عاجل
حمل مكتب الإعلام الحكومي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية، محذرًا من تداعيات استمرار الحصار والتلكؤ في تنفيذ بنود الاتفاق، داعيًا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بشكل عاجل.
كما دعا المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بدور المتفرج، مطالبًا بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، وإدخال جميع الاحتياجات الإنسانية العاجلة لمنع استمرار تفاقم الأزمة وتثبيت صمود الفلسطينيين في وجه محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي.
وأشار البيان إلى أن منع إدخال المعدات الثقيلة لرفع 55 مليون طن من الركام يعيق إزالة الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء، ويؤثر على إمكانية استخراج جثث قتلى الاحتلال من الأسرى الذين قصفهم الجيش الإسرائيلي تحت الأنقاض.
غزة بين الموت البطيء والحصار الممنهج
وسط هذه الظروف، يواجه سكان غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تستمر معاناة المدنيين في ظل غياب تحرك دولي حقيقي، فيما يواصل الاحتلال سياسة الحصار والتجويع كأداة جديدة للحرب، مما يستوجب تحركًا عاجلًا لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني من خطر المجاعة والتشريد القسري.