البحر الميت يواجه خطر الاختفاء.. كوارث بيئية تهدد مستقبله

يواجه البحر الميت، أحد أكثر المعالم الطبيعية تميزًا في العالم، خطر الاختفاء تدريجيًا بسبب مجموعة من الكوارث البيئية المتلاحقة. فمع استمرار انخفاض مستوى مياهه، بات البحر الذي اشتهر بخصائصه العلاجية الفريدة واسمه المتناقض مع طبيعته، يقترب أكثر فأكثر من أن يصبح "ميتًا" بالفعل. العديد من شواطئه لا تزال مغلقة منذ سنوات بسبب الحفر الخسفية الخطرة التي تهدد المنطقة، في مشهد يعكس حجم الأزمة البيئية التي تواجهه.
انخفاض حاد في مستوى المياه يهدد وجود البحر الميت
يعتبر البحر الميت من أكثر المسطحات المائية ملوحةً في العالم، ويمثل كنزًا طبيعيًا غنيًا بالمعادن. إلا أنه يفقد أكثر من متر واحد سنويًا من مساحته السطحية، في انخفاض بدأ منذ ستينيات القرن الماضي. تتفاقم الأزمة مع استمرار تحويل مياه نهر الأردن، وهو المصدر الأساسي لتغذية البحر، إلى استخدامات زراعية وسكانية، ما أدى إلى تراجع كميات المياه المتدفقة إليه.
الاحتباس الحراري يزيد الوضع سوءًا
تواجه المنطقة ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث يمكن أن تتجاوز الحرارة 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، مما يؤدي إلى تسارع معدلات التبخر. إضافة إلى ذلك، فإن الاستخراج المكثف للمعادن من البحر الميت يزيد من تفاقم المشكلة، إذ يتم ضخ كميات ضخمة من مياهه لاستخراج الموارد الطبيعية مثل البوتاس والبرومين، مما يسهم في تقليص مساحته بوتيرة متسارعة.
مشاريع وحلول مقترحة لإنقاذ البحر الميت
على الرغم من المخاطر المتزايدة، طُرحت عدة حلول لمحاولة إنقاذ البحر الميت، أبرزها:
1. مشروع قناة البحرين، وهو مشروع مقترح يهدف إلى نقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت لتعويض النقص، لكنه يواجه صعوبات اقتصادية وسياسية.
2. تحلية المياه في محطة خاصة، ثم ضخها إلى البحر الميت، إلا أن هذا الحل مكلف بيئيًا واقتصاديًا، نظرًا لحاجة المنطقة الماسة إلى مياه الشرب.
3. تقليل استنزاف الموارد المائية من نهر الأردن، من خلال سياسات تهدف إلى إعادة تدفق كميات أكبر من المياه إلى البحر الميت، وهو حل يواجه معوقات بسبب التوترات الإقليمية.
مستقبل البحر الميت.. هل يمكن إنقاذه؟
يبدو أن البحر الميت قد يواجه مصيرًا مجهولًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لوقف تدهوره السريع. فبين الاحتباس الحراري، وتحويل مصادر المياه، والاستخراج المكثف للمعادن، تتحول هذه البحيرة المالحة الفريدة إلى أرض قاحلة متشققة، ما لم تُتخذ قرارات جريئة للحفاظ عليها. الحلول لا تزال مطروحة، لكن يبقى التحدي الأكبر في إيجاد توازن بين الحاجة إلى المياه، وحماية أحد أعظم العجائب الطبيعية في العالم.