الجمعة 7 فبراير 2025 01:59 مـ 9 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

وفد روسي في دمشق.. هل يُناقش إعادة بناء الجيش السوري؟

الخميس 30 يناير 2025 05:54 مـ 1 شعبان 1446 هـ

قد يكون وصول وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الإدارة السورية الجديدة ممثلاً في نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي ميخائيل بوغدانوف والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف وممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والقطاع الاقتصادي في روسيا لمناقشة ملفات عديدة.

الأكيد أنَّ هذه الزيارة هي الأولى من نوعها، التي يقوم بها مسؤولون روس إلى دمشق منذ تنحي بشار الأسد عن منصبه كرئيس لسوريا وفراره من البلاد في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

سبق وأن تداولت وسائل إعلام روسية منذ سقوط نظام الأسد أنباءً تفيد بفتح قنوات اتصال غير رسمية بين السلطات الجديدة في سوريا ونظيرتها الروسية، إلا أنه لم يتم التطرق الى فحوى المفاوضات التي تجري بين البلدين، حيث تأتي هذه الزيارة للتأكيد على التوصل الى صيغة تفاهم مبدئية يمكن على أساسها بحث ملفات التعاون المستقبلي بين البلدين.


صحيح أن هذه أول مفاوضات رسمية تجريها موسكو مع القيادة السورية الجديدة، لأن كلاً من الجانب السوري والروسي وضعا اللمسات الأخيرة على الاستعدادات للزيارة، وأن أجندة المناقشات المقبلة ستكون شاملة ومركزة على وضع الأسس اللازمة لبناء العلاقات المستقبلية بين البلدين.

والأكيد المؤكد أن روسيا تمتلك حتى هذه اللحظة قاعدتين عسكريتين على الساحل السوري، حيث أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقده في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن العمل في هذه القاعدتين مستمر بالتنسيق مع السلطات السورية حتى يتم التوصل الى صيغة اتفاق نهائية بشأنهم.

وفي ضوء ما حدث، أكد فلاديمير بوتين، حينها أن روسيا لم تُهزم في سوريا بل حققت أهدافاً هناك"، في الوقت الذي شدد فيه على أن الغرب يحاول تصوير الأوضاع في سوريا كهزيمة لروسيا، إلا أنه أكد أن ذلك بعيدًا عن الواقع.

ولم يكتفِ بوتين، بما قاله بل شدد على الحفاظ على قواعد روسيا العسكرية في سوريا في الوقت الذي اقترح بأن يستخدم الشركاء قاعدتنا الجوية في سوريا لأغراض إنسانية وكذلك القاعدة البحرية.


الأمر المسلم به أن رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يصف العلاقات السورية- الروسية بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، واتفق معه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ذلك، لكون بلاده تعول على استئناف التعاون مع السلطات الجديدة.

روسيا ممثلة في وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، شدد على أن بلادها لن تسمح بتقسيم سوريا لكونها طالبت إسرائيل بأن لا تضمن أمنها على حساب أمن الآخرين، وأنه لا يمكن السماح بانهيار سوريا رغم أن البعض يرغب فعلا في ذلك.

دائمًا ما تلعب الوفود الغربية وعلى رأسها أمريكا بورقة رفع العقوبات عن سوريا مقابل التخلي عن التعاون العسكري مع روسيا وطرد القواعد الروسية من البلاد، إلا أنه لم تصدر حتى الآن أي تعليقات سواء إيجابية أو سلبية بهذا الشأن، حيث لمح الشرع في لقائه مع العربية الى هذا التوجه بقوله إن إدارته لا تريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض.

وأخيرًا وليس آخرًا، أن روسيا لها ثوابت سياسية كأي دولة أخرى، ومن هذه الثوابت اعتماد مبدأ الديمقراطية السيادية، الذي ينص على أن كل ما يجري داخل دولة ما لا يخص دولا أخرى، ولا يستدعي التدخل طالما لا يشكل تهديدا للآخرين، وتدخلها في سوريا ودعمها للأسد أتى بموجب طلب تقدمت به السلطات البائدة..
والآن هناك سلطة شرعية جديدة في سوريا وتسعى للتعامل معها بحثا عن مصالحها، التي تتوافق مع مصالح السلطة الجديدة، كما أن الإدارة السورية الجديدة تستطيع الاستفادة من الخبرات العسكرية الروسية في إعادة بناء الجيش، وحتى في إعادة إعمار البنى التحتية المتهالكة.