الخميس 6 فبراير 2025 11:35 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الإمارات.. وجهة عالمية جديدة للسياحة الجيولوجية تجذب الباحثين والمغامرين

الأربعاء 29 يناير 2025 07:29 مـ 30 رجب 1446 هـ
السياحة الجيولوجية
السياحة الجيولوجية

وسط حملتها السياحية الشتوية المتميزة "أجمل شتاء في العالم"، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة الجيولوجية، حيث تجذب تضاريسها الفريدة وكنوزها الطبيعية الباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم. بفضل تراث جيولوجي يمتد لأكثر من 600 مليون سنة، تمثل الإمارات مختبراً مفتوحاً لعشاق الجيولوجيا والمغامرين، الذين يسعون لاستكشاف تكوينات صخرية نادرة، وكهوف طبيعية، وواحات ساحرة تشكلت عبر العصور.

كنوز طبيعية تروي قصة الأرض

أكد المهندس سيف غباش، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية، أن دولة الإمارات تمتلك تنوعاً جيولوجياً نادراً يروي قصص تكوين الأرض، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة سياحية علمية وترفيهية في آنٍ واحد. وقال:

"التضاريس الفريدة لدولتنا تعكس العمليات الطبيعية التي شكلتها على مدى ملايين السنين، مما يجعلها متحفاً جيولوجياً مفتوحاً يستهوي العلماء والسياح على حد سواء."

وأضاف أن هذه الجاذبية السياحية لا تقتصر على جمال الطبيعة فحسب، بل تمتد لتشمل رؤية استدامية متكاملة، تهدف إلى حماية المواقع الجيولوجية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، من خلال تطوير البنية التحتية، وإنشاء مسارات جبلية للمشي والتسلق، إلى جانب تنظيم فعاليات تعريفية وتوعوية.

جبال وكهوف وأفيوليت.. رحلة إلى أعماق التاريخ

تمتد المناطق الجبلية شرق الإمارات، وهي موطن لتكوينات صخرية نادرة، مثل صخور الأفيوليت، التي تُعد من أندر التتابعات الصخرية في العالم، حيث تكشف عن طبقات من قشرة الأرض العميقة التي عادةً ما تكون مدفونة على عمق كيلومترات تحت السطح. كما توفر هذه المناطق فرصة فريدة لاستكشاف كهوف طبيعية وتشكيلات جيولوجية يعود تاريخها إلى 95 مليون سنة، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرات الجيولوجية.

من جانبه، أشار خالد الحوسني، مدير إدارة الجيولوجيا والثروة المعدنية في الوزارة، إلى أن هذه المواقع الجيولوجية لا تجذب العلماء والباحثين فقط، بل تُعد أيضًا محطة رئيسية لعشاق الاستجمام والطبيعة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجارب متنوعة، مثل التخييم في أحضان الجبال، واستكشاف الينابيع الطبيعية، وتسلق المرتفعات التي توفر إطلالات بانورامية خلابة.

الكثبان الرملية والجزر الملحية.. تجربة سياحية استثنائية

لا تقتصر روائع الإمارات الجيولوجية على الجبال فحسب، بل تمتد إلى الصحاري الشاسعة التي تشكل 74% من مساحة الدولة، حيث تتزين ب الكثبان الرملية العملاقة، مثل تلك الموجودة في واحة ليوا، التي يصل ارتفاع رمالها إلى 100 متر، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي التزلج على الرمال وسباقات السيارات الصحراوية.

أما المناطق الساحلية والجزرية، فتزخر بتكوينات جيولوجية فريدة، مثل جزر صير بني ياس ودلما وصير أبو نعير، التي تحتوي على جبال ملحية تشكلت قبل ملايين السنين. وتعد هذه الجزر موطناً للعديد من الشعاب المرجانية، مما يضفي عليها جاذبية إضافية لمحبي الغوص والاستكشاف البحري.

السياحة الجيولوجية.. بين البحث العلمي والمغامرة

تنقسم السياحة الجيولوجية في الإمارات إلى مسارين رئيسيين:

1. المسار العلمي: الذي يستهدف الباحثين وطلاب الجامعات، حيث توفر الدولة برامج علمية متخصصة لدراسة التراكيب الجيولوجية والأحافير والتتابعات الطبقية.

2. المسار الترفيهي: الذي يجذب السياح الباحثين عن الاستجمام والمغامرة في مواقع طبيعية خلابة، من الصحاري والجبال إلى الوديان والشواطئ.

وفي هذا السياق، أكدت الوزارة أن الترويج لهذه الوجهات لا يقتصر على السوق المحلي، بل يمتد عالميًا لجذب الجامعات ومراكز الأبحاث، إضافةً إلى استقطاب عشاق المغامرات الجيولوجية من جميع أنحاء العالم.

رؤية مستقبلية نحو استدامة التراث الجيولوجي

تسعى الإمارات إلى تعزيز مكانتها في مجال السياحة الجيولوجية المستدامة، حيث تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية على تنفيذ البرنامج الوطني لحماية التراث الجيولوجي، الذي يشمل إدراج المواقع الجيولوجية ضمن قوائم الحماية البيئية، وتنظيم أنشطة مجتمعية لرفع الوعي الجيولوجي.

كما تتطلع الإمارات إلى الانضمام إلى الشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية التابعة لليونسكو، وهو ما سيعزز مكانتها كوجهة علمية عالمية، ويضعها على خارطة السياحة الجيولوجية الدولية، مما يدعم أهدافها في تحقيق التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل، واستقطاب المزيد من السياح والباحثين من مختلف أنحاء العالم.