الخميس 6 فبراير 2025 10:59 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

خطاب حوثي مرتبك يعكس مخاوف الانهيار الوشيك

الإثنين 16 ديسمبر 2024 07:34 مـ 15 جمادى آخر 1446 هـ

مخاوف متزايدة تخيم على قيادات الحوثيين، تتجلى في تصريحاتهم المتضاربة وإشاراتهم الملتبسة. هذه المخاوف لا تعكس تحولًا استراتيجيًا حقيقيًا في خطاب الجماعة السياسي، بقدر ما هي محاولة يائسة للهروب من واقع متغير، وتعثر ينذر بانهيار وشيك لما تبقى من نفوذ المشروع الإيراني في المنطقة. هذا المشروع، الذي انطلق تحت شعارات ثورية راديكالية وطائفية، يواجه اليوم تراجعًا متسارعًا يشبه سقوط أحجار الدومينو.

كانت هذه النهاية متوقعة لمشروع قائم على التلاعب بالمصطلحات والمواقف، وتصدير خطاب مضلل لتحقيق أهداف خفية وعلنية تعمل ضد مصالح الشعوب. ومع تداعي أركان هذا المشروع، يتصاعد الخوف لدى الحوثيين من مصير مماثل. وقد عبر أحد منظري إعلامهم عن هذا القلق بقوله شعرا: "إن مأرب ليست إدلب، والبيضاء ليست حلب"، مستشعرًا بذلك سيناريو السقوط المحتمل وتداعياته، بما في ذلك خارطة الصراع ومآلاته الجيوسياسية المحتملة.

يظهر الخطاب الحوثي مرتجفًا على لسان زعيم الجماعة وبعض قياداتها، لكنه خوف مغلف بغطاء واهٍ من الثقة المصطنعة. فالحوثيون ليسوا أكثر قوة أو تماسكًا من حزب الله، بل هم مجرد تقليد باهت له. كما أن الدولة اليمنية المنهكة التي استغلها الحوثيون وانقلبوا عليها ونهبوا مقدراتها الاقتصادية والعسكرية، لم تكن أقوى من الدولة السورية.

إن توقيت هذا الخطاب الحوثي المربك، الذي يحمل تهديدات ووعيدًا على غرار خطاب حسن نصر الله قبيل مصرعه وتلاشي مقومات بقائه كقوة ردع إيرانية فاعلة في خاصرة المنطقة، يبدو مستغربًا في ظل تداعي المشروع الإيراني بشكل دراماتيكي لم يكن متوقعا حتى لدى ألد أعداء هذا المشروع العبثي. هذا التداعي لا يحظى بدعم إقليمي ودولي فحسب، بل أيضًا بتأييد شعبي واسع، ما يشير إلى فقدان أدوات هذا المشروع أي حاضنة شعبية حقيقية.

ففي حين تمتع حزب الله والنظام السوري بدعم طائفي ومذهبي في بعض مناطق النفوذ التقليدية، يفتقر الحوثيون إلى هذا الدعم، بعد أن عزلوا أنفسهم عن محيطهم اليمني بحواجز طائفية وسلالية متزايدة، حولت حتى معاقلهم المفترضة إلى مناطق ثورة مرتقبة جراء الممارسات التي طالت الحلفاء قبل الأعداء.

يواجه الحوثيون اليوم مرحلة حرجة، يشهدون فيها تهاوي رهاناتهم الخارجية. في الوقت نفسه، يحاصرهم من الداخل شعب غاضب يشعر بأن الفرصة سانحة للانقضاض عليهم، بعد أن أذلوه وجوعوه ورهنوا مستقبله بمشروع أيديولوجي فاشل يواجه مصيرًا محتومًا.
#الحوثي_يعدم_ابناء_تهامه