النار تلتهم إرث الأسد: ضريح حافظ الأسد يتحول إلى رماد
في مشهد صادم، أظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها مصور وكالة فرانس برس، اليوم الأربعاء، احتراق ضريح الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مسقط رأسه بمدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية.
الحدث أثار موجة واسعة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وسط ظروف متوترة تمر بها البلاد.
الصور الملتقطة تظهر ألسنة النيران وهي تتصاعد من مجسم القبر، الذي يعد رمزًا تاريخيًا للنظام السوري، قبل أن يتم تدميره بالكامل.
وفي تسجيلات أخرى، ظهر عدد من المقاتلين المعارضين وشبان وهم يتجولون داخل المبنى الذي دُفن فيه حافظ الأسد بعد وفاته عام 2000.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذا الحدث جاء بعد أيام فقط من سقوط النظام الحالي بقيادة الرئيس بشار الأسد، نجل حافظ الأسد، الذي تولى السلطة بعد وفاة والده.
وأكد المرصد أن “مقاتلين من فصائل المعارضة قاموا بحرق الضريح، في ما يبدو أنه خطوة تحمل رمزية عالية وسط انهيار النظام”.
خلفيات الحادثة
حافظ الأسد، الذي حكم سوريا منذ عام 1971 وحتى وفاته، يعد شخصية محورية في تاريخ البلاد الحديث. ومنذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، شكل ضريحه في القرداحة رمزًا للنظام المستهدف من قبل العديد من الفصائل المعارضة.
رمزية القرداحة
تعتبر القرداحة معقلًا تاريخيًا لعائلة الأسد والطائفة العلوية، مما يضفي أبعادًا إضافية على هذا الحدث. ويأتي احتراق الضريح في توقيت حساس، حيث تعيش سوريا تحولات جذرية على المستويات السياسية والعسكرية.
الواقعة أثارت انقسامًا في ردود الفعل، حيث اعتبرها البعض رسالة واضحة من المعارضة برفض إرث الأسد الأب والابن، بينما رآها آخرون تطورًا خطيرًا يعكس حالة الفوضى التي تعم البلاد.
تبقى تبعات هذا الحدث غير واضحة حتى الآن، إلا أنه يسلط الضوء على حجم التوتر والانقسام الذي لا يزال يعيشه الشعب السوري بعد أكثر من عقد من الصراع.