الخميس 6 فبراير 2025 09:01 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

إلى الغضب الشعبي: أين أنت؟

السبت 26 أكتوبر 2024 06:00 مـ 23 ربيع آخر 1446 هـ

يظن كثيرون أن تدهور العملة في مناطق سيطرة الشرعية معناه أن العملة تزداد استقرارا في مناطق سيطرة الحوثي! وهذا غير صحيح ولا يمكن قراءة ثبات قيمتها شكليا هناك أن قيمتها الفعلية ثابتة ومستقرة ايضا، إذ لو كان الأمر كذلك لانعكس ذلك على قيمة السلع والمنتجات.

لاحظ كيف يزداد الأمر صعوبة على المواطنين في صنعاء واخواتها للأسف الشديد كلما ازداد تراجع العملة في المناطق المحررة! تزداد الأوضاع سوءا هناك بفعل تأثرها هنا، بالضغوط التي يمارسها الحوثي! لكن في الوقت الذي يسعى الحوثي لتعميم الوجع على كافة أنحاء اليمن؛ فإن أبواقه وآلته الإعلامية تقوم بضخ الاخبار السيئة هنا فقط، وهو بذلك ووفقا لمقولة: "رمتني بدائها وانسلت" يحقق غرضين في وقت واحد:

اولا استغلال الأبواق والكيوتين المحايدين لتأجيج الأوضاع هنا في المناطق المحررة! في الوقت الذي لا يجرؤ أحد في مناطق الخضوع على التحدث ببنت شفه عن الأوضاع المطحونة هناك..
ثانيا: صرف الأنظار عن تصرفاته وجرائمه ومنعه للبنوك من المشاركة في مزادات مركزي عدن لإفشالها وفي نفس الوقت تقييد البنوك التي تحت سيطرته وشل حركتها للحصول على العملة الصعبة من مصدرها الصحيح في عدن، فاتحا أمامها الباب على مصراعيه للحصول على العملة الصعبة عبر المضاربات والشراء الضاغط من أسواق المناطق المحررة وبالتالي ارتفاعها جراء زيادة الطلب عليها من هناك أي من صنعاء وما حولها..

أما عن الغضب الشعبي الذي تردده قنواتنا وقنوات الحوثي واعلامنا وإعلام الحوثي ومحللونا ومحللو الحوثي في آن واحد؛ فيمكن السؤال ببساطة: أين هو الغضب الشعبي المزعوم؟ هل رأيتم مواطنا يحرق نفسه لا سمح الله، أو جائعا اعترض موكب مسئول حكومي، موظف اغلق مكتبا حكوميا، مظاهرة قطعت شارعا، أو حتى إضرابا عماليا شل حركة السوق والشارع؟!

واذا كان الغضب قد نفّس عن نفسه - في أحسن الأحوال - عبر حملة إلكترونية أو هاشتاج ساخط، فضدّ من توجهت تلك الحملة؟!!!
لنقل أنها توجهت ضد الحكومة الشرعية وليس ضد المتسبب الحقيقي، رغم أنه من الطبيعي أن تكون الحكومات هي وجهة اللوم والشتيمة باعتبارها المسئول القانوني عن الشعب الذي تحكمه وتتحكم بموارده وتسيطر على قراره؛ فإلى أين توجهت الحملة؟ أو إلى شخص من تم توجيه الحملة؟ هل وجهها الحوثي وذبابه ضد بنك أهدافه هو، ونحن ساعدناه مشكورين على ذلك؟! أم وجهتها بعض الأطراف في الشرعية ضد بعض الأطراف كيدا ومطابنة وخدمة لأطراف خارجية؟! ونحن كشعب ونخب ساعدناهم - مجانا او مممولين - على ذلك؟!

سأكون مع أي حملة شعبية لمواجهة هذا التدهور المريع بكل جهدي وطاقتي، إذا كانت الحملة - مهما كان مصدرها - موجهة إلى الأهداف التالية، أو إلى أحدها:

- الحوثي وشركات الصرافة المضاربة بالعملة
- الحكومة من أجل عودة قرارات البنك المركزي
- الرئاسة لتوحيد كافة الإيرادات حصريا للبنك
- التحالف وضرورة دعم احتياطيات اليمن
- الشرعية لتصدير النفط والغاز مهما كلف الثمن
- الجيش والتحرك لضمان مصالح الشعب بقوة السلاح وتفويض المواطن، بضمانة كل هذه الدماء التي سكبها أبناء اليمن لاستعادة دولتهم ووحدة أراضيهم وأمن واستقرار ورفاهية مواطنيهم جيلا بعد جيل..
والله على ما أقول شهيد

موضوعات متعلقة