تأهيل الشباب والفتيات في القبيطة لمواجهة سوق العمل بمهارات جديدة
![تدريب الفتيات](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/24/10/14/293146-183542.jpg)
في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، يستعد عشرات الشباب والفتيات لدخول سوق العمل، وذلك بعد تلقيهم دورات تدريبية في مجالات حيوية مثل الخياطة والتطريز، وصيانة منظومة الطاقة الشمسية وتركيبها. تأتي هذه الجهود ضمن مشروع تدريبي ومهني يهدف إلى تزويد الفتيات والشباب بمهارات قابلة للتسويق، تمكّنهم من تحقيق الاستقلال المالي، وتوفير مصادر مستدامة للدخل.
قصة نجاح شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة
من بين هؤلاء الشباب، يبرز الشاب العشريني نادر شفيق، الذي تحدى إعاقته ليصبح خبيرًا في تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية. نشأ نادر في منطقة عيريم بمديرية القبيطة، حيث استطاع بفضل التدريب الذي تلقاه من مؤسسة "تمدين شباب" ضمن مشروع الأمن الغذائي الفوري، الممول من صندوق التمويل الإنساني لليمن، أن يطور مهاراته في اكتشاف الأخطاء وإصلاح منظومات الطاقة الشمسية.
يقول نادر: "تعلمنا كيفية إصلاح أنظمة الطاقة الشمسية وربط الأسلاك الكهربائية، ونقوم كذلك بصيانة الأجهزة الكهربائية مثل المراوح واكتشاف الأخطاء فيها وإصلاحها".
تدريب نوعي في مجالات متنوعة
تضمّن البرنامج التدريبي عدة مجالات، حيث تم تأهيل نحو 17 شابًا في مجال إصلاح أنظمة الطاقة الشمسية، وهم الآن على أعتاب الانخراط في سوق العمل. كما شمل التدريب تأهيل 24 امرأة في مجال الخياطة والتطريز وتصميم الأنماط واختيار الأقمشة، بهدف تمكينهن من دخول سوق العمل وتحقيق مزيد من الاستقلال الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب 12 امرأة في مجال القبالة لتلبية الاحتياجات الصحية في المجتمع.
المدرب أحمد علي، الذي أشرف على تدريب الشباب، أوضح قائلاً: "تعلمنا أساسيات الكهرباء والطاقة الشمسية من الناحيتين النظرية والعملية. أغلب المتدربين أصبحوا الآن جاهزين لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بكفاءة".
من جانبها، تحدثت ضحى محمد، إحدى المتدربات في مجال الخياطة، عن تجربتها قائلة: "اكتسبنا مهارات عديدة في الخياطة والقص، وتعلمنا كيفية التعامل مع الأقمشة المختلفة وتفصيل الفساتين والأرواب وغيرها من الأزياء".
ترحيب مجتمعي واسع
لاقى هذا المشروع ترحيبًا كبيرًا من المجتمع المحلي، حيث يُنظر إلى تأهيل الفتيات والشباب في مجالات مهنية وحرفية كخطوة هامة لتعزيز سبل العيش المستدامة. وقد تم تزويد المشاركات بأدوات الخياطة اللازمة لبدء مشاريعهن الخاصة، كما حصل الشباب المشاركون في دورات الطاقة الشمسية على حقيبة معدات، مما يمكّنهم من الانطلاق في سوق العمل بثقة وقدرة على تحقيق دخل مستدام.
تأتي هذه الجهود كجزء من استراتيجية لدعم المجتمعات الريفية في اليمن، حيث تعتبر الطاقة الشمسية من الحلول الواعدة لمواجهة تحديات الكهرباء، فيما يُسهم تدريب النساء على المهارات اليدوية في تمكينهن اقتصاديًا وزيادة فرصهن في المشاركة الفعالة في تحسين مستوى معيشتهن.