”رئيس لجنة المصالحة والتشاور يفتح الملفات المعقدة: لا حلول سحرية لتحقيق الأهداف باستعادة الجنوب..وكاتب صحفي يعلق”
في تصريح مثير للجدل، قال الكاتب خالد سلمان: "كان حديث الصدمة، حجرًا رماه في بحيرة الوهم، لغة صادمة لإيقاظ الحالمين."
اشار سلمان إلى تصريحات محمد الغيثي، رئيس لجنة المصالحة والتشاور، والتي أطلقها خلال مقابلة مع قناة الحدث.
هذه التصريحات جلبت ردود فعل واسعة بين قواعد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأوضح سلمان أن ما قاله الغيثي هو ما لم يستطع الحامل السياسي للقضية الجنوبية مكاشفة قواعده به، وهو أن الوصول إلى الهدف النهائي هو عملية سياسية نضالية تراكمية، وليست خاضعة للرغبات الآنية للوصول إلى نقطة النهاية بضربة عصا سحرية أو بتغيير سريع.
أكد الغيثي أن تأسيس دولة جنوبية كاملة السيادة يتطلب جهودًا طويلة ومعقدة، وخطوات تراكمية وجهود تفاوضية عالية المستوى.
وأضاف سلمان أن حجم ردود الفعل الغاضبة من تصريحات الغيثي يعكس خطأ التربية السياسية القائمة على الشعاراتية ووهم تحقيق الهدف دون خوض دروب وعرة.
وأكد على ضرورة أن يكون لدى القوى السياسية نفس تفاوضي طويل وأداء رفيع، وقدرة على رسم الخطوات ومراكمة الإنجازات، وحنكة في الإقناع وتوسيع الأنصار والتحالفات.
وأشار سلمان إلى أن الغيثي تحدث بصراحة غير مسبوقة عن أن القضية الجنوبية ليست مجرد قضية داخلية تخص الرئاسة أو الحكومة، بل هي قضية إقليمية ودولية.
وأكد على أن حل هذه القضية لا يمكن أن يتخطى هذه الدوائر الحاكمة، وأن العمل ضمن هذه الأطر هو أمر إلزامي للوصول إلى حل عادل.
وأشار إلى أن الغيثي كان صريحًا في انحيازه للقضية الجنوبية والهدف النهائي “استعادة الجنوب شعبًا وهوية.”
في تقديره الشخصي، أكد سلمان أن الغيثي لم يخطئ، بل قال ما يجب أن يكون معروفًا لدى الجميع. وأشار إلى أن ردود الفعل الغاضبة تبرز غياب الشفافية بين المجلس الانتقالي وقواعده، وعدم تهيئة الحواضن لمعركة شاقة متعرجة مليئة بالانتصارات والخيبات.
وختم سلمان بالقول: "إذا كان للمجلس الانتقالي رؤية أخرى تتعارض مع ما قدمه الغيثي، عليه أن يخرج ببيان توضيحي لأنصاره. وإذا كانت الآليات التي عرضها الغيثي هي المتفق عليها، ينبغي تأكيدها أيضًا ببيان واضح.
على المجلس الانتقالي أن يعيد النظر في لغة التخاطب مع الناس، وينتقل بهم من بيع الأحلام إلى الواقعية السياسية، ومن تجاهل الصعاب إلى المكاشفة الواضحة."
وأشار إلى أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى زعزعة الثقة بين المستوى السياسي والشعبي، ويضعف المصداقية، مما يهيئ مناخات تغذي التشظي، وتسهل مهام الاستقطاب المشبوه للكيانات الوافدة التي تتغذى على التململ والتيه والإحباط العام.