صراخ في وادٍ بعيد: من ينقذ الصحافة اليمنية من براثن الحوثيين؟
![عناصر حوثية](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/24/05/25/282720.jpeg)
في خطوة جديدة لتعزيز قبضتها على ما تبقى من مساحة للتعبير الحر في مناطق سيطرتها، فرضت مليشيا الحوثي الانقلابية قيودًا صارمة على عمل وسائل الإعلام غير الموالية لها.
وتشمل هذه القيود الحصول على تراخيص جديدة ودفع رسوم باهظة وتقديم معلومات مفصلة عن مصادر التمويل والعاملين، وذلك تحت تهديد الإغلاق والمصادرة.
تفاصيل القيود الجديدة:
- الحصول على تراخيص: تُلزم الجماعة جميع وسائل الإعلام غير الموالية بالحصول على تراخيص جديدة من وزارة الإعلام التابعة لها خلال مدة 45 يومًا.
- رسوم باهظة: تُفرض رسوم مالية متفاوتة على كل تصريح، تذهب إلى جيوب قادة الجماعة.
- معلومات مفصلة: يتطلب الحصول على الترخيص تقديم معلومات تفصيلية عن الوسيلة الإعلامية، بما في ذلك حجم ومصادر دخلها، ومعلومات عن العاملين فيها، تشمل أسماءهم ومؤهلاتهم وأرقام هواتفهم، وتفاصيل عن مناطق ولادتهم ومساكنهم وسياراتهم ومقتنياتهم.
- توحيد الخطاب: تزعم الجماعة أن هدف هذه الإجراءات هو "توحيد الخطاب الإعلامي والسياسي".
- تهديدات بالإغلاق: تُهدد الجماعة بإغلاق ومصادرة جميع وسائل الإعلام غير الملتزمة بالتعليمات الجديدة، بما في ذلك قنوات وصحف ومواقع مستقلة، وأخرى تابعة لأحزاب وتنظيمات سياسية معارضة.
معاناة الصحافيين:
- ظروف مادية صعبة: يعاني الصحافيون في مناطق سيطرة الحوثيين من ظروف مادية صعبة للغاية، بسبب سياسات التجويع التي تمارسها الجماعة.
- انتهاكات جسيمة: تعرض المئات من الصحافيين لجرائم الاعتداء والقتل والتهديد والمطاردة والتضييق والاختطاف والتعذيب والنهب والمنع والإقصاء والمحاكمة الجائرة.
- قتلى ومختطفون: قُتل نحو 45 صحافيًا منذ بدء الحرب في اليمن، بينما لا يزال 3 صحافيون مختطفون لدى الحوثيين.
- توقف وسائل الإعلام: توقفت أكثر من 165 وسيلة إعلامية يمنية عن العمل منذ بدء الحرب، بينما تم حجب أكثر من 200 موقع إلكتروني محلي وعربي.
ردود الفعل:
- إدانات دولية: أدانت منظمات حقوقية محلية ودولية بشدة هذه الإجراءات الحوثية، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة والتعبير.
- دعوات للإفراج عن الصحافيين المختطفين: طالبت نقابة الصحافيين اليمنيين المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لإطلاق سراح الصحافيين المختطفين.
- اليمن في ذيل قائمة حرية الصحافة: احتلت اليمن المرتبة 154 في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024، وهو ما يعكس تدهور الأوضاع بشكل كبير.