محنة ”الانفصاليين” تعصف بالجنوب.. انهيار وشيك للمجلس الانتقالي ورصد 11 اشتباك دامي بين فصائله في عدن
ذكر تقرير استخباري أن انقسامات حادة في صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي تهدد بانهياره رغم تصرف قيادته التي وصفها التقرير بالانفصالية، "وكأن قواتها موحدة وأن الانقسامات السياسية غير موجودة".
وسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المنادي بالانفصال على جميع المحافظات الجنوبية منذ عام 2017، باستثناء حضرموت والمهرة، اللتين يسعون أيضًا للسيطرة عليهما.
وبينما يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي بحضور عسكري قوي في عدن ومناطق أخرى في جنوب اليمن، فقد تكرر الاقتتال الداخلي بين قواته، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. ووقعت آخر مواجهة مسلحة بين فصيلين انفصاليين في مدينة عدن أمس، مما أسفر عن إصابة عشرة مسلحين على الأقل.
وقدمت قوات الحزام الأمني، وهي وحدة عسكرية انفصالية في عدن، تفاصيل عن مواجهة الأمس. وقالت في بيان، إن “قوات الحزام الأمني نشرت دوريات على مفترق مدينة الشعب. وأوقفت الدوريات سيارة يعتقد أنها مسروقة. إلا أن سائق السيارة ترجل منها وأطلق النار بشكل مباشر على أفراد الدورية. وبعد ذلك جاءت آلية عسكرية وبدأت بإطلاق النار على الدورية الأمنية. … اندلع اشتباك محدود”.
ويقول سكان في عدن إن أعمال العنف هذه حدثت بشكل متكرر في عدن، وتعرضت الممتلكات العامة والخاصة للأضرار.
وشهدت السنوات القليلة الماضية معارك عديدة بين الفصائل الانفصالية الجنوبية، خاصة في عدن، ويمكن تقديم استعراض لهذه المعارك - وفقا لتقرير نشرته وكالة شيبا إنتلجنس - على النحو التالي:
- اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات مدير شرطة دار سعد مصلح الذرحاني وقوات يقودها المدير السابق عدنان علي بن علي في مديرية دار سعد 2 مارس 2023.
- اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مديرية دار سعد بعدن بين مسلحين يرتدون الزي العسكري في 16 يوليو 2023.
- اندلعت اشتباكات مسلحة في 1 أغسطس 2023، في خور مكسر، بين حرس قائد القوات الخاصة بمحافظة أبين العميد العوبان، وقوات من الحزام الأمني في عدن. ووردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
-مقتل شخص وإصابة عدد آخر وإغلاق عدة شوارع في مديرية المنصورة نتيجة الاشتباكات المسلحة بين فصائل عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في 17 أغسطس 2023.
- اندلعت اشتباكات مسلحة في مديرية المنصورة بعد محاولة قوات المجلس الانتقالي اعتقال عدد من الناشطين من حركة شباب 16 فبراير في 27 أغسطس 2023.
- اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل أمنية مسلحة في مدينة الحصوة بعدن بسبب نزاع على أرض في 19 نوفمبر 2023.
- أصيب أربعة مدنيين خلال اشتباكات دار سعد بين قوات الحزام الأمني بقيادة محسن الوالي وشرطة دار سعد بقيادة مصلح الذرحاني في 3 ديسمبر 2023.
- اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي في 12 يناير 2024، خلفت ضحايا وأضرار في ممتلكات المواطنين في منطقة كابوتا بعدن.
- اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي في 27 يناير 2024، أدت إلى مقتل شخص في منطقة الشيخ عثمان بعدن.
- بتاريخ 15 فبراير 2024، أصيب 3 أفراد في اشتباكات مسلحة بين مسلحين وقوة أمنية في مديرية البريقة بعدن. واندلعت الاشتباكات بسبب نزاع على قطعة أرض.
- في 28 فبراير/شباط، أصيب 11 شخصاً ، واحتراق عدد من الآليات العسكرية خلال اشتباكات بين قوات الحزام الأمني وقوات الطوارئ في مديرية البريقة بعدن. وكلا الفصيلين تابعان للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي حين ازدادت قوة المجلس الانتقالي الجنوبي على مدى السنوات الست الماضية، فقد عادت الخلافات القديمة إلى الحياة، وقد تؤدي مثل هذه الخلافات إلى تفكيكه.
وفي نوفمبر من العام الماضي، تجمع عشرات المسلحين من قبائل يافع في مديرية التواهي بعدن، واتهموا قيادات المجلس الانتقالي السياسية والعسكرية والأمنية بنهب أراضيهم وإهانة قبائلهم. وتعد قبيلة يافع من أكبر القبائل في اليمن، وتعتبر الركيزة الثانية بعد الضالع التي يعتمد عليها المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال أحد وجهاء قبيلة يافع في تسجيل صوتي حصلت عليه مخابرات شيبا: "يجب أن نستعد للضرب بيد من حديد لتأديب أتباع شلال". شلال شايع هو مدير أمن عدن السابق المنتمي لقبائل الضالع. وحاليا يعمل رئيسا لجهاز مكافحة الإرهاب المستحدث.
وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، وسيطر على عدة محافظات جنوبية، طامحا في الانفصال عن شمال اليمن. وفي حين نمت القوة العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي ونفوذه السياسي خلال السنوات القليلة الماضية، فإن الانقسامات الداخلية للانفصاليين لم تتوقف.