”لماذا كان البيض الوحيد الذي تذكر القتلى في توقيع اتفاق سياسي؟ كاتب صحفي يجيب”
كشف الكاتب الصحفي عبدالرحمن انيس عن موقف نادر اتخذه الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علي سالم البيض، عندما وقع على وثيقة العهد والاتفاق مع الحكومة اليمنية في عمان عام 1994.
وقال انيس في تدوينة له على موقع اكس، إن البيض كان الوحيد الذي تذكر القتلى من انصاره في ذلك اليوم، مقارنة بغيره من القادة اليمنيين الشماليين والجنوبيين، الذين كانوا يبتسمون ويصافحون ويصفقون في مختلف الاتفاقات السياسية التي حصلت لاحقا، دون أن يشيروا إلى من ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة مشروعهم السياسي.
ونقل انيس عن البيض قوله، بعد أن أخذ الميكروفون: "ها أنا أوقع على هذه الوثيقة، ودماء الشهيد ماجد مرشد ورفاقه الذين تم اغتيالهم لا تزال ماثلة أمامي، وهي دماء غالية، ولكن الوطن أغلى".
وأضاف انيس أن وثيقة العهد والاتفاق كانت تهدف إلى حل الخلافات بين الشمال والجنوب، وتأسيس شراكة سياسية جديدة، لكنها انهارت بعد أربعة أشهر من توقيعها، واندلعت حرب أهلية بين الطرفين، انتهت بانتصار الشمال ووحدة اليمن تحت سلطته.
واختتم انيس تدوينته بالقول: "ربما كان البيض يدرك أن الاتفاق الذي وقعه لن يدوم طويلا، وأن الحرب ستشتعل مجددا، ولذلك أراد أن يكون عادلا مع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل قضية الجنوب، وأن يعبر عن امتنانه واحترامه لهم، في موقف نادر ومؤثر في تاريخ اليمن الحديث".