• الرئيسية
• المشهد اليمني

بعد صمت طويل ومواراة للغضب، خرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن صمته وأعرب عن الضرر الكبير الذي ألحقه الحوثيون بالاقتصاد المصري والعالمي، جراء تعطيلهم حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وقال السيسي إن مصر فقدت 40% من دخلها من قناة السويس، التي تعتبر عمود الاقتصاد المصري، بسبب الهجرة الجماعية لسفن الشحن من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح. وأضاف أن هذا الوضع يهدد استقرار النظام الاجتماعي والسياسي في مصر والمنطقة.

ففي خطاب ألقاه خلال افتتاحه مشروعات تنموية في صعيد مصر، أكد السيسي أن مصر هي أكثر الدول المتضررة من تصرفات الحوثيين، الذين يحاولون خنق الملاحة في البحر الأحمر بمثابة إعلان وفاة لقناة السويس، التي تربط بين الشرق والغرب.

وقال السيسي إن مصر تخرج عن تحفظها التقليدي وتجاهر بغضبها، وتعلن أنها أول المعنيين بوضع نهاية تعيد التوازن للاقتصاد الدولي، وتوقف عسكرة البحر الأحمر وتطوي إلى غير رجعة صفحة الحوثي المترعة بالمغامرة.

وأشار السيسي إلى أن هذا الإقرار يعني إنخراط مصري جدي في ملفات حرب اليمن، ودفع الأمر نحو سرعة الحسم.

وأوضح السيسي أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الإنزال في الحديدة وتمكين مناهضي الحوثي عسكرياً، أو بالمباشرة في عمل عسكري جماعي، ينتهي بدفع الحوثي خارج الهيمنة على البحار المفتوحة وخطوط الملاحة الدولية.

وكأن الحوثي يستحضر ثأراته مع الجيش المصري، الذي دعم الإطاحة بالإمامة في الستينيات من القرن الماضي، فيجعل تحت عنوان غزة، من مصر مستهدفة بالأساس وليس كيان الاحتلال، وبالتالي فإن القيادة المصرية تجد نفسها معنية بصراع اليمن وهي في قلب المعمعة.

وتواجه مصر تحديات كبيرة في مواجهة هذا الخطر، الذي يهدد مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، وتحتاج إلى تضامن دولي وعربي لدعم موقفها وحماية ممراتها الملاحية.