هروب قيادات حوثية خوفا من عمليات للموساد الإسرائيلي
في أعقاب الاغتيال التي استهدفت القيادي بحركة حماس "صالح العاروري" كشفت مصادر أمنية يمنية رفيعة أن مليشيات الحوثي قررت نقل قياداتها من لبنان إلى دول أخرى، خشية استهدافهم من قبل إسرائيل والموساد.
وبحسب المصادر، فإن المليشيات نقلت قيادات عسكرية وأمنية ومالية إلى العراق وإيران ودولة ثالثة لم تحدد، بالتنسيق مع حزب الله اللبناني.
وأضافت المصادر أن أحد قيادات الحوثي الأمنية قتل في العملية التي استهدفت العاروري، ولكن المليشيات تتكتم عن إعلان ذلك.
وتتواجد قيادات مليشيات الحوثي بشكل رئيسي في لبنان، حيث يدير الحوثي كثير من عمليات التدريب والتأهيل لقياداته وكوادره في معسكرات ومناطق حزب الله اللبناني، الذي كان ولا يزال المسؤول المباشر عن دعم المليشيات الحوثية في اليمن بالتنسيق مع الجانب الإيراني.
ويأتي ذلك عقب شن مليشيات الحوثي سلسلة من الهجمات محدودة الأثر باتجاه إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب عشرات الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن الشحن في البحر الأحمر بزعم ارتباطها بإسرائيل، وهي هجمات عطلت طريقا رئيسيا للتجارة العالمية.
وردت أمريكا وبريطانيا منذ فجر الجمعة الماضي بعشرات من الضرب ضد مواقع عسكرية للحوثيين بـ6 محافظات ما أدى إلى تدمير نحو 30 بالمائة من قدرات الحوثي الصاروخية، بحسب مصادر أمريكية.
وكانت إسرائيل قد نفذت عملية اغتيال استهدفت القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، في 2 يناير2024.
وأسفرت العملية عن مقتل ستة أشخاص آخرين، من بينهم اثنين من قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس.
وكان العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ومسؤولاً عن توسيع أنشطة الحركة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بما في ذلك الهجمات على الإسرائيليين.
ويعتقد على نطاق واسع بأن إسرائيل هي التي قامت باغتيال العاروري، إلا أنها لم تؤكد أو تنفي تورطها في العملية.
وجاءت عملية الاغتيال في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وحزب الله وحماس والحوثيين من جهة أخرى، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة في الأشهر الأخيرة.
وأثارت العملية ردود فعل متباينة في العالم العربي والإسلامي، حيث أدانت بعض الدول والحركات الاغتيال، واعتبرته انتهاكاً للسيادة اللبنانية واستفزازاً للمنطقة.