خلافا لماهو متوقع... مخاوف اتساع الصراع في فلسطين تتركز على اليمن بسبب الحوثيين
سيطرت على العالم مخاوف كبيرة من أن تشعل الحرب المحتدمة في غزة، الشرق الأوسط بأكمله، وذلك بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وما تبعه من رد إسرائيلي مزلزل ومدمر في القطاع الفلسطيني، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان".
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تطورًا لافتًا، فقد تركزت الخشية من توسع الصراع على مكان واحد غير متوقع، هو اليمن، أكثر بلدان المنطقة فقرًا، والذي يعاني من تبعات وعواقب حرب أهلية استنزفته لسنوات.
ورصد تقرير الصحيفة ما وصفه بتصعيد "ميليشيا" الحوثيين لهجماتهم على سفن الشحن خلال الأسابيع الأخيرة، مستخدمين في ذلك المسيرات والصواريخ والقوارب الصغيرة.
وقالت إنه على نحو غير متوقع، وجد اليمن نفسه بؤرة اشتعال في المنطقة، مع تزايد هجمات الحوثيين، ورد فعل الولايات المتحدة عليها بإقامة تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية في البحر الأحمر من تلك الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى التداعيات الاقتصادية الأوسع نطاقًا لهجمات الحوثيين، والتي أجبرت شركات الشحن الكبرى على إعادة توجيه سفن الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، وتحويلها باتجاه جنوب أفريقيا، الأمر الذي يمكن أن يطيل رحلة سفن الشحن لعدة أسابيع، ويزيد من تكاليف الوقود والعمالة.
وأكدت تضرر إسرائيل من هجمات الحوثيين، موضحة أن ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر تحمل العبء الأكبر، إذ شهد انخفاضًا بنسبة 85٪ في نشاط الشحن.
وقالت الصحيفة إن الحوثيين ومن خلال تعطيلهم للتجارة العالمية في البحر الأحمر، فرضوا على الولايات المتحدة وحلفائها دفع ثمن غير متوقع لدعمهم إسرائيل.
وحذرت "الغارديان" من شن أي هجوم عسكري بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، ردًا على هجمات البحر الأحمر، كون هذه الخطوة ستجر الولايات المتحدة والغرب بشكل عام إلى وضع خاسر، وتهدد بإشعال حرب أوسع نطاقًا، ومن غير المرجح أن تجبر الحوثيين على تغيير تكتيكاتهم.
كما حذرت من أن مهاجمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لليمن، قد يترتب عليها انهيار وقف إطلاق النار الهش بين الحوثيين والسعودية.
وبينما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغط على إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، لكبح جماح الميليشيا، أبدت "الغارديان" شكوكها حول ما إذا كانت إيران قادرة بالفعل على التأثير على الحوثيين ومنعهم من مهاجمة السفن في البحر الأحمر، لاسيما أن لديهم مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، مثلهم في ذلك مثل الفصائل والتنظيمات الأخرى في المنطقة المدعومة من إيران.
واختتمت "الغارديان" تقريرها بالقول إن أي هجوم أمريكي على الحوثيين الآن، ربما يوفر لهم فرصة مهمة لتصوير المواجهة على أنها تصفية حسابات قديمة مع واشنطن، للعبها دورًا هامًا في دعم حلفائها السعوديين والإماراتيين خلال حرب اليمن.
ومن خلال استعراضها الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، تقول الصحيفة إن مهاجمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، للحوثيين في الأسابيع المقبلة، ستذكر العالم مجددًا بدور واشنطن وحلفائها في إثارة أزمة إنسانية حادة استمرت لسنوات في اليمن، بالإضافة إلى مجازفتها بإشعال حريق أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.