غوتيريش: تعرضنا لأكبر خسارة في الأرواح بتاريخ الأمم المتحدة وأحداث غزة قد تدمر المنطقة والتأثير وصل اليمن
في خطاب شديد اللهجة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من كارثة وشيكة في غزة، مؤكدا على وجود خطر محدق من انهيار نظام الدعم الإنساني الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب أكثر دمارا.
وأعرب غوتيريش عن قلقه من أن يؤدي الوضع المستمر إلى انهيار تام للنظام العام وتصعيد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر، مما قد يتسبب في انتشار تبعات ذلك في جميع أنحاء المنطقة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وناشد وقف إطلاق النار الفوري في غزة، ووصف الوضع الحالي بأنه تهديد للسلام والأمن الدوليين.
وسلط غوتيريش الضوء على التهديد غير المسبوق لسلامة موظفي الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن أكثر من 130 موظفاً فقدوا أرواحهم، مما يمثل أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ المنظمة.
وقال غوتيريش، إن العمليات العسكرية المتواصلة في غزة تحد من إمكانية الوصول إلى المحتاجين للمساعدات الإنسانية، مضيفًا أن هناك مخاوف من الانهيار الكامل لنظام الدعم الإنساني في غزة والأمر ستكون له عواقب وخيمة.
وقال إن الأمم المتحدة متشبثة وملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، وأشار غوتيريش: "كتبت إلى مجلس الأمن مستشهدا بالمادة 99 لأننا وصلنا إلى نقطة الانهيار، وقال: "أخشى أن تكون عواقب ما يحدث في غزة مدمرة على أمن المنطقة برمتها".
وأكد غوتيريش أن القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي في غزة تجعل تلبية منظمات الأمم المتحدة لاحتياجات السكان صعبا، وقال: "نتوقع أن تؤدي الأحداث في غزة إلى انهيار كامل للنظام العام وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".
مشيرًا إلى أن "85% من سكان قطاع غزة اضطروا لمغادرة منازلهم دون أدنى مقومات الحياة" وقال: " لقد شهدنا بالفعل امتداد ما يحدث في غزة إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن".
ولفت إلى أن "التهديد الذي يتعرض له موظفو الأمم المتحدة في غزة لم يسبق له مثيل" وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "أكثر من 130 من زملائي قتلوا وهذه أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ الأمم المتحدة".
وأضاف أن "الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى غزة لم تعد موجودة"، وأن "الغذاء لدى سكان غزة ينفد ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي هناك خطر جدي لحدوث مجاعة"، وأن "النظام الصحي في غزة ينهار بينما تتصاعد الاحتياجات".
وبتّ مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة في دعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية" في غزة، تحت ضغط الأمين العام للأمم المتحدة.
ووجّه أنطونيو غوتيريش الأربعاء الماضي رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود، وهو ما أثار حفيظة إسرائيل.
وكتب في رسالته أنه "مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام؛ بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلا (تقديم) مساعدة إنسانية، حتى لو كانت محدودة".
وجدّد دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني لتفادي "تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين، وعلى السلام والأمن في المنطقة"، وفق تعبيره.