الخميس 6 فبراير 2025 06:53 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

باحث سياسي يكشف عن أكبر خدمة قدمت للحوثيين خلال الهدنة.. ويتوقع ملامح المرحلة المقبلة

الأحد 3 ديسمبر 2023 11:56 صـ 21 جمادى أول 1445 هـ

اعتبر باحث سياسي يمني، فتح ميناء الحديدة على مصراعيه، ساهم في رفد مليشيا الحوثي الإرهابية بمختلف أنواع الأسلحة، مشيرًا إلى وجود أذرع إيرانية في دول الخليج، وتحظى بدعم مماثل.

وقال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور عادل دشيلة: "إن مليشيا الحوثي باعتبارها أحد أذرع إيران في المنطقة والبحر الأحمر على وجه التحديد، استفادت من الهدن غير الرسمية في المرحلة الماضية، من خلال التزود بالأسلحة، لا سيما بعد فتح ميناء الحديدة بشكل كامل".

وأضاف دشيلة، في مداخلة تلفزيونية على قناة "بلقيس" أن: "فتح ميناء الحديدة بشكل كامل مَنَح مليشيا الحوثي فرصة استيراد أكبر قدر من السلاح، إضافة إلى أن إيقاف عمليات التحالف العربي أتاح للمليشيا إخراج أسلحة الجمهورية اليمنية من المخابئ، وإعادتها وهندستها وإصلاحها، ومن ثم التحشيد؛ استعدادا لأي عملية عسكرية ضد الحكومة اليمنية مستقبلا، لتمرير مشروعها السياسي في البلاد بالقوة العسكرية".

واستبعد الباحث السياسي قدرة مليشيا الحوثي "على حسم الموقف عسكريا، حتى وإن أوقف التحالف العربي عملياته العسكرية في البلاد، لكنها ستكون قادرة على إلحاق الأذى باليمنيين على المدى المتوسط والطويل".

وأردف: "باعتبار مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، ولأن إيران فشلت في إقامة قواعد عسكرية في البحر الأحمر، سواء في إرتيريا أو في مناطق أخرى، فإن إيران ترى أن تزويد ذراعها في اليمن بأسلحة متطورة أمر مهم بالنسبة للاستراتيجية الإيرانية، للتمدد باتجاه دول القرن الإفريقي، ولزعزعة الأمن والاستقرار في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، إلى جانب سيطرتها على مضيق هرمز، بهدف خنق المنطقة من خلال هذه الممرات المائية".

وأشار إلى أن: "إيران تريد أن تكون مليشيا الحوثي على مستوى عالٍ من الاستعداد لمهاجمة السعودية في حال لم تستطع الحصول على تنازلات من السعودية".

ولفت إلى أن: "مليشيا الحوثي تُستخدم مثلها مثل أذرع إيران في المنطقة، سواء في لبنان أو العراق أو سوريا، أو في دول أخرى لم يتم الإعلان عنها، خصوصا في دول الخليج، ولهذا من الطبيعي جدا أن نرى هذا التدفق الكبير من الأسلحة لمليشيا الحوثي في ظل هذا الصراع الإقليمي الكبير، والمحاور الإقليمية، سواء المعلنة أو غير المعلنة".

وأوضح: "هذه الأسلحة المتدفقة لمليشيا الحوثي لن تصب في مصلحتها؛ لأن المليشيا دائما تستند على السلاح، ولو كان الاستناد على السلاح ينفعها لكان قد نفعها خلال المرحلة الماضية منذ سنوات، لكنها ستلحق الأذى باليمنيين، وبالمشروع الوطني، وستفكك البلاد على أسس مناطقية وجهوية ومذهبية".

وأضاف: "حتى الآن، ليس هناك تفاهمات جوهرية على مناقشة القضايا الأساسية، التي أدت إلى اندلاع الصراع في البلد، فهناك تفاهمات أمنية بين السعودية ومليشيا الحوثي، وهذه التفاهمات جاءت بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، وهناك وساطة عُمانية بين المليشيا والسعودية، بإيعاز من المجتمع دولي، أو بدعم إيراني مباشر".

وتابع: "هذه التفاهمات لا تخدم السلام، ولا تخدم إيجاد حلول جذرية للصراع، وتخدم فقط في المقام الأول الاستراتيجية السعودية، وأيضا مليشيا الحوثي، التي تريد أن تستفيد اقتصاديا وماليا، لكن لم يتم مناقشة الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية، ولا أتوقع أنه سيتم مناقشتها، ولو تم مناقشتها لن تقبل مليشيا الحوثي".

وأكد أن: "أي تسوية سياسية قادمة، ما لم تناقش جذور الصراع والسلاح، ستكون عبارة عن تكرار ما حدث في لبنان، خلال العقود الماضية".

واستعرضت مليشيا الحوثي يوم أمس، بطائرات حربية في أجواء العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، مستغلة الهدنة، في إخراج أسلحة الجيش اليمني من المخابئ.