أكاديمي سياسي يكشف عن مسرحية ثلاثية يجري تنفيذها لوضع اليمن تحت الوصاية
كشف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، الدكتور فيصل الحذيفي، عن وجود تخادم بين مليشيا الحوثي في اليمن وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
وقال الحذيفي، في مداخلة تلفزيونية على قناة بلقيس: "هناك غموض في تحليل الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن؛ لأن الروايات متضاربة من الطرف الأمريكي، ومن مليشيا الحوثي، لكن من خلال بعض الإشارات يمكننا الإطاحة بالروايتين الحوثية والأمريكية أرضا، فالقراصنة الصوماليون لا يمتلكون صواريخ موجّهة وقادرة على الوصول إلى سفن وبوارج عسكرية حربية بذات الخطورة".
وأشار إلى أن "القرصنة الصومالية انطفأت منذ عقود، ولم تعد هناك قرصنة في البحر ضد السفن المدنية، فكيف ستكون هناك قرصنة للسفن العسكرية؟".
وأضاف الأكاديمي اليمني: "يبدو لي أن هناك مخططا غامضا وتخادما ما بين أمريكا والحوثيين وإيران، خلط الأوراق، ومن ثم تم إعادة النفي من كلا الجانبين".
وتساءل: "إلى أي مدى القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا فجأة، يمتلكون هذا الحد من الصواريخ، ويهددون بوارج عسكرية دون هدف؟ ومن المستفيد من هكذا قرصنة، سواء على السواحل اليمنية، أو السواحل الصومالية؟".
وأردف: "المستفيد الكبير من هذه القرصنة، ليست مليشيا الحوثي ولا إيران ولا الطرف المتَّهم بالقرصنة، وإنما الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت التموضع في السيطرة على الممرات الدولية؛ بحشد بوارج عسكرية وآلاف الجنود، الذين بدأوا بالانتشار في البحر الأحمر والبحر العربي، ومضيق هرمز".
وزاد: "هناك تخادم بين الأمريكان والإيرانيين، وأمريكا مستفيدة من القرصنة التي تبرر حماية الممرات الدولية، المحمية بالقانون الدولي، والتي تنظر إلى هكذا فعل جريمة لا يمكن السكوت عنها، ولها محاذير من الدول ذات الضخامة الاقتصادية، حيث تنتقل تجارتها وموادها الخام ما بين الشرق والغرب، عبر هذا الممر الوحيد للتجارة ما بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، ولم يعد رأس الرجاء الصالح سوى نادر لتغذية جنوب أفريقيا".
وقال: "السياسة الأمريكية تقوم على أمرين، الأمر الأول أن مصلحة أمريكا هي الأساس، ولذا فالحلفاء كما الخصوم يؤدون أدوارا لصالح الأمريكان، ولديهم المشهد الكلي للعلاقات الدولية، بينما الدول الصغرى والحلفاء والخصوم، كإيران أو روسيا، أو كوريا الشمالية، وغيرها من الدول، فهي لا ترى المشهد إلا من زاوية محدودة".
ولفت إلى أن "الأمر الثاني هناك سياسة استراتيجية لأمريكا موجّهة إقليميا أو قاريا، وهي إيهام الحلفاء بأنها معهم، وهي مع نفسها، وتوهم خصوم الحلفاء بأنها ضدهم، وهي مع نفسها، ولا يمكن أن تتّجه بهذه البوارج، التي يصل عددها إلى نحو 8 بوارج في البحار والمحيطات، من أجل مصالح مشتركة، وإنما من أجل المصالح الأمريكية المطلقة".
وأشار إلى أن "الأمريكان يبنون قوتهم وعلاقتهم على أساس الهيمنة الدولية وسياسة القطب الواحد، ولذا الجميع يخدمون هذه السياسة، سواء كانوا على علم أو بدون علم، وسواء كانوا عبر رسائل مشفرة أو رسائل معلنة".
وأضاف: "إذا اعتبرنا أن هذا التوجّه من مليشيا الحوثي يأتي ببرمجة إيرانية، فهذا يعني أن إيران خدمت الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا، في إعادة التموضع والانتشار، فهي لا تستهدف البحر الأحمر أو الدول المطلّة على البحر، وإنما تستهدف كافة الدول، التي لها مصالح من هذا الممر".
وأوضح: "الخطورة تكمن على اليمن، في أن هناك تحرشا بأكبر قوة عظمى في العالم، التي بإمكانها السطو على الشواطئ اليمنية، أو على امتداد السواحل التي تخضع للسيادة اليمنية، وبالتالي يصبح اليمن فاقدا للسيادة، بسيطرة السعودية والإمارات على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وهو استدعاء جديد لوجود قوة عظمى يمكن أن تجعل اليمن تحت الوصاية بشكل قسري".
واختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية، قبل أيام، سفينة في البحر الأحمر، بحجة الانخراط في حرب غزة.