رسالة جديدة من مفتي عمان بعد ضجة عارمة في اليمن بسبب ما قاله عن اختطاف الحوثي سفينة بالبحر الأحمر
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، خلال الساعات الماضية، موجة غضب واسعة، عقب مباركة مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد الخليلي، اختطاف مليشيا الحوثي سفينة في البحر الأحمر، ودعوته الشعب اليمنيي للالتفاف حول المتمردين.
وبعد الضجة العارمة، وجه الشيخ الخليلي، رسالة جديدة لليمن، ونشرها موقع "دار الكلمة الطيبة" على الإنترنت، وأعاد مفتي عمان نشرها في حسابه على منصة إكس، واطلع عليها المشهد اليمني، وفيها تحدث عن ما دعاه لتصريحه المثير للجدل أمس.
وقال الشيخ الخليلي في رسالته الجديدة: "دعاني ما أقدم عليه الشعب اليمني المسلم الشقيق الباسل من خطوة جريئة زلزلت العالم، وأرجفت الكيان الصهيـ.ـوني ومن والاه، إلى أن أفضي بما استكن في ضميري وشغل بالي، في رسالة قامت بطباعتها دار الكلمة الطيبة".
وفي الرسالة يقول الشيخ الخليلي إنه لطالما "اهتم بالشقاق الذي حصل بين الشعب اليمني الواحد، مع أن منبتهم واحد ودينهم، واحد ومصلحتهم مشتركة، فما الذي يدعو إلى هذا الشقاق والتنافر؟ وكثيرا ما تساءلت خصوصا عندما أكون بين اليمنيين، عن الوصف العظيم الذي توج به رسول الله صلى الله عليه وسلم هامات اليمنيين، "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، متعجبا كيف لم يزعهم إيمانهم عن سفك بعضهم دم بعض، وإشعال الحروب بينهم، وإمكان الدخيل أن يتخللهم في وطنهم؟! وأين ذهبت الحكمة التي هي داعية للألفة وواقية من الفرقة والشقاق؟!".
وأضاف: "وهذا يدعوني إلى أن أجدد صرخاتي مدوية في الآفاق، داعيا الشعب اليمني الغالي إلى نسف كل خالف بينه وتجاوزً بخير سلف أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، جميع الثارات والترات اقتداء
بفرعيهم الأوس والخزرج، الذين سلهم الإيمان من الفتن كما تسل الشعرة من العجين".
وواصل الشيخ الخليلي في رسالته الدينية إلى الشعب اليمني، بضرورة نبذ الخلافات والاصطفاف الوطني، في حديث يجدد الدعوة لنسيان الماضي والوقوف صفا واحدًا، دون ذكر حول من يكون الالتفاف.
الجدير بالذكر، أن اليمنيين خبروا منذ 1000 سنة، أن التعايش مع الجماعة السلالية العنصرية من المستحيلات، كون السلالة وهي دخيلة على الشعب اليمني، ترى الناس سادة وعبيدًا وتعتقد أن الحكم والتسلط على رقاب اليمنيين، ونهب أموالهم وممتلكاتهم وأرواحهم، هي أوامر من الله سبحانه وتعالى عما يصفون ويعتقدون.
وكان الشيخ الخليلي قال في تغريدة عبر منصة "إكس":" إنا لنشكر من أعماق قلوبنا وخالص طوايانا الشعب اليمني العربي الأصيل المسلم الشقيق على خطوته الإيجابية في تصديه للسفن الصهيونية، فقد قال فصدق، ووعد فوفى، فلله دره".
وأضاف: "وندعو الشعب اليمني الشقيق كله إلى الالتفاف حول هذا المبدأ الديني العظيم في مناصرة المظلومين والمضطهدين من أشقائنا ونصرة الحق، والله ناصر من ينصره".
وواجه الخليلي، موجة ردود غاضبة، حيث اعتبر كتاب وصحفيون يمنيون، هذا الموقف دعمًا للمليشيات الحوثية، التي انقلبت على الدولة اليمنية وارتكبت المذابح بحقهم وانتهكت كرامتهم وفجرت منازلهم وهجرت واختطفت وقتلت مئات الآلاف منهم.
وقال الباحث اليمني عبدالله إسماعيل، تعليقًا على تصريح الخليلي: "موقف ليس بغريب على بلد رعى الميليشيا الحوثية منذ بداية نشأتها، الغريب أن تتجرأ فتتطلق على جماعة ارهابية عنصرية أنهم الشعب اليمني.. مواقفكم اليوم في دعم الحوثي ستبقى في ذاكرة اليمنيين كجزء من كارثة الحوثي وجرائمه".
وقالت الحقوقية "زعفران زائد" : إن "أبناء اليمن الاحرار ينبذوا الحوثي ولن يتم للحوثي امر حتى لو أنفقت السلطنة خزائنها ..سيتحرر الشعب اليمني رغم انفك وانف المتورد السلالي الحوثي".
بدوره قال الصحفي همدان العليي: "من سخافات هذا الزمان.. أن تجد صحفيا أو مدونا أو حتى عالم دين يهاجم اليمنيين الذين يرفضون الحوثي أو يطالبهم بالالتفاف حول هذه العصابة التي قتلتهم وشردتهم ومزقت بلادهم وتعمل على تغيير عقيدتهم، لأنها -هذه العصابة كما يقول- تواجه الكيان المحتل في فلسطين، لكنه في المقابل لم ينبس ببنت شفة عن تخاذل قيادة دولته التي لم تفعل شيئا من أجل فلسطين".
وأضاف: "شخص آخر يصف اليمنيين الذين يرفضون الحوثي بالصهاينة كما قال أحد الناشطين العرب المعروف بموالاته لمشروع الخميني في المنطقة، ويتجاهل قيادة دولته التي تملك الطائرات والدبابات والصواريخ والمدافع والجيوش والأموال والعلاقات مع ذلك لم تفعل شيئا لغزة..!! مهزلة ورب البيت".
زأشار إلى أن "من هؤلاء مفتي سلطنة عمان.. وبعض المدونين العرب". مضيفًا: "أقول له ولأمثاله: وفر نصائحك لقيادة دولتك. حري بك أن تطالبها إنقاذ الشعب الفلسطيني وأن تقطع علاقتها بالكيان المحتل على الأقل أما نحن فلسنا بحاجة لنصائحك التي تهدف من خلالها للتسويق للحوثي في بلادنا".
وأكد أننا في اليمن "لا نقبل المزايدة على حساب قضيتنا وحقوقنا وبلادنا".
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، قد اختطفت سفينة تجارية في البحر الأحمر، بحجة مساندة المقاومة الفلسطينية.