تعزيزات عسكرية للجيش الأردني على حدود إسرائيل والطلائع تصل الضفة الغربية وخبير عسكري يعلق
في ظل أنباء عن دفع القوات المسلحة الأردنية، بتعزيزات عسكرية نحو الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، توقع خبراء في تداعيات التوتر الحاد بين الأردن وإسرائيل بعد إعلان عمان عن عدم نيتها توقيع اتفاقية تبادل الكهرباء والمياه، ان تصل مستويات هذا التوتر المتقدم الى طرح كل الخيارات.
تلك العبارة منقولة عبر تقارير إعلامية محلية عن رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة في لقاء مغلق عقده مع عدة كتاب كتاب وصحفيين قبل عدة ايام.
وحدات من الجيش الأردني تنشئ مستشفيات ميدانية بالضفة الغربية
وصلت عدة شاحنات تابعة للقوات المسلحة الأردنية، الى الضفة الغربية لإقامة المستشفى الميداني العسكري الاردني في مدينة نابلس وهو الأمر الذي لفت الانظار بالرغم من توتر العلاقات بحدية كبيرة بين عمان و تل ابيب.
يفترض ان تقام مراكز طبية اردنية في ثلاثة مدن في الضفة الغربية هي جنين ونابلس واريحا.
ولم تفسر بعد هذه الخطوة لكن المنقول عن الخصاونة اشار الى ان على الجانب الاسرائيلي بعد الان توقع اي ردة فعل او اجراء من جهة الاردن في اطار الحفاظ على مصالحه.
وتنطوي العبارة هذه على ملامح تهديد مرتبطة بما كان الخصاونة قد اعلنه شخصيا تحت قبة البرلمان تحت عنوان التدرج في الاجراءات وصولا الى تفكيك العديد من الاتفاقيات ذات الصبغة الاقتصادية بين الاردن واسرائيل واتخاذ الترتيبات امنية الطابع وكذلك وصولا الى مناقشة اتفاقية وادي عربة نفسها وهي معاهدة السلام بين الجانبين.
واصبحت فعلا كل الخيارات والسيناريوهات واردة بعد ما وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ايمن الصفدي معاهدة وادي عربة بانها في ظل الوقائع التي تجري الان في قطاع غزة والضفة الغربية ليست اكثر من وثيقة او ورقة يعلوها الغبار موضوعة على رف في مستودع ما مما يعني أنها تترنح. حسب محللون.
إسرائيل تفرض حالة حرب في الضفة الغربية
اغتال الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين في مخيم «بلاطة» في الضفة الغربية بقصف استهدف مقر حركة «فتح» بالمخيم، في خطوة غير مسبوقة منذ عقود، وتشير إلى تغيُر كبير في السياسة الإسرائيلية في الضفة، وتعزز المخاوف من تصعيد ملحوظ قد يشكل بداية مرحلة جديدة.
ودمر صاروخ إسرائيلي مقر حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مخيم بلاطة في وقت مبكر من فجر السبت، وقُتل على الفور محمود زهد الذي يعد قائد الجناح المسلح لحركة «فتح» في المخيم، إلى جانب كل من محمد فوزي حشاش، ومحمد أبو مصطفى، وعلي حسن فرج، ومحمد المسيمي.
وأظهرت لقطات فيديو دماراً كبيراً في المقر، بينما يعمل رجال الإنقاذ والإسعاف على انتشال ونقل جثامين وبعض الأشلاء في مشهد لم تختبره الضفة الغربية منذ انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.
وصعدت إسرائيل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد عملية «طوفان الأقصى»، وقتلت نحو 212 فلسطينياً، واعتقلت أكثر من 2800، واستخدمت على نحو غير مسبوق المسيرات في اغتيال مقاومين في أثناء اشتباكات ضارية، لكن قصف المقرات والبيوت وتدميرها على رؤوس من فيها، تعد سياسة جديدة، وكانت متبعة في قطاع غزة وليس الضفة الغربية التي تقتحمها قوات الجيش الإسرائيلي بشكل يومي وتقتل وتعتقل فيها ناشطين.
هل ستندلع حرب بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي؟
في السياق، استبعد المحلل العسكري الأردني مأمون أبو نوار، السبت، حدوث أي مواجهات بين بلاده وإسرائيل، في أعقاب أنباء وصور متداولة بشأن قيام الجيش الأردني بإرسال تعزيزات إلى الحدود مع فلسطين.
وقال اللواء المتقاعد أبو نوار، للأناضول: "التعزيزات العسكرية أمر طبيعي في ظل الظروف الحالية، فالأردن يسعى إلى تأمين حدوده لمواجهة أي طارئ وتهديد قد ينتج عن الأحداث في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف: "هذه إجراءات وقائية لأي ارتدادات قد تنتج من حرب غزة على الضفة الغربية، فالنتائج من حرب القطاع من الطبيعي أن تنعكس على الضفة".
وبيّن أبو نوار، أن "أي قرار سيكون مبني على الأمن القومي الأردني، فالتعزيزات من شأنها إرسال رسالة بأننا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تداعيات، وأن حدونا غير مستباحة".
وأضاف قائلا "أستبعد حدوث أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل".
وأرجع ذلك إلى عدة أسباب استراتيجية أهمها أن "عمان حليف رئيسي لواشنطن، ولدينا قواعد أمريكية وقوات غربية، لذلك أي مواجهة سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها".
وشدد المحلل العسكري، على أن "الأردن في قلب الصراعات بالشرق الأوسط، والجميع يدرك ذلك، وأهمية المملكة الجيوساسية على أمن واستقرار المنطقة".
ويأتي حديث أبو نوار، تعقيبا على ما تداولته حسابات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، عن مشاهد لتعزيزات عسكرية أردنية باتجاه الحدود مع فلسطين، ودعوات من قبل مستوطنين إسرائيليين لسكان الضفة بالهجرة إلى الأردن.
فيما لم يصدر أي تعليق من الجيش الأردني حول صحة ما تم نشره حتى الساعة 12:00 ت.غ.
ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.