لماذا أطلق الحوثي صواريخ باتجاه إسرائيل البعيدة ولم يغلق باب المندب أو يقصف القاعدة الإسرائيلية في إريتريا القريبة من اليمن؟ ”فيديو”
![صاروخ أطلقه الحوثيون](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/23/11/08/267300.png)
أثار إعلان مليشيات الحوثي التابعة لإيران دخول الحرب ضد الكيان الإسرائيلي، وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل) تساؤلات كثيرة، حول أهداف المليشيات من تلك العمليات التي لا أثر لها نظرا لبعد المسافة بين اليمن و "إسرائيل" والتي تتعدى 1800 كم.
ومن بين أهم الأسئلة، هي لماذا أطلق الحوثيون صواريخ باتجاه إسرائيل (مسافة قرابة 2000 كم) في حين أن لإسرائيل أكبر قاعدة عسكرية في إريتريا القريبة من اليمن، ولا تبعد سوى قرابة 300كم.
وتساءل الكثيرون، عن سبب عدم قيام المليشيات الحوثية بإغلاق باب المندب، في وجه السفن الحربية الإسرائيلية والأمريكية، كدعم لشعاراتهم الزائفة حول فلسطين والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وهو سؤال وجهه مذيع قناة روسيا اليوم، في مقابلة مع محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للمليشيات، تابعها المشهد اليمني، وأجاب أن قرار الاستهداف من عمله والأهداف تحددها "عمليات وزارة الدفاع" لدى حكومة المليشيات الانقلابية.
الكاتب محمد جميح، الأكاديمي والسفير اليمني لدى اليونسكو، من جانبه كتب منشورا على منصة إكس، رصده "المشهد اليمني" قال فيه: "على بعد كيلومترات من الحوثيين قواعد إسرائيلية، وهناك - حسب روايتهم - جزر يمنية تحتلها إسرائيل".
وتساءل: "لماذا إذن يقولون إنهم أطلقوا صواريخ على بعد 2000 كيلومتر باتجاه فلسطين المحتلة؟!، أليست الجزر اليمنية "المحتلة" أولى بالتحرير وأقرب بالمسافة؟!" ، وأضاف: "كادت كلمة "حوثي" أن تأخذ معنى كلمة "كذب".
أما اليوتيوبر اليمني، يحيى السواري، فتطرق إلى هذا الموضوع، في مقطع فيديو طالعه "المشهد اليمني"، وابتدأه بسرد حول جرائم الكيان الصهيوني الغاصب، بحق الفلسطينيين، منذ 53 سنة، وبين جرائم المليشيات الحوثية الإرهابية منذ سنوات قليلة.
وذكر السواري، أنه "من العام 2000 وحتى شهر نوفمبر الجاري، قتل الاحتلال الإسرائيلي، 13 ألفًا مدني فلسطيني خلال، 23 سنة، فيما الحوثيون قتلوا خلال 8 سنوات وبشكل مباشر، 18 ألف و 200 يمني"، مشيرا إلى أن "ضحايا الألغام فقط التي نشرها الحوثيون في اليمن، 3673 مدني، بينهم 647 طفلا".
وأضاف: "إلى ديسمبر 2022، هناك 4500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم 39 امرأة، وخلال 6 سنوات فقط، اعتقل الحوثي، أكثر من 16 ألف يمني، بينهم 1700 امرأة، وما يزال في سجون الحوثي، أكثر من 4200 مدني، وأكثر من 1300 مخفي قسريًا بينهم 84 امرأة و 76 طفل".
وتطرق إلى استشهاد 73 فلسطينيًا في سجون الكيان الإسرائيلي بسبب التعذيب، خلال 53 سنة، في حين استشهد في سجون الحوثي 147 يمنيا بسبب التعذيب، خلال ست سنوات فقط.
وأكد السواري أن "هذه ليست للمزايدة، على من هو الأكثر مظلومية، ولكنها حقايق ينبغي طرحها، في الوقت الذي يحاول الحوثي تبييض صورته بعدد من الصواريخ، التي لم تشكل أي تأثير، غير الضجة الإعلامية التي استفاد منها الحوثي نفسه، وليس أطفال غزة ولا القضية الفلسطينية".
وتساءل اليوتيوبر اليمني، المهتم بالشأن التاريخي،: "لماذا أطلق الحوثي صواريخه التي لم تصل إلى إسرائيل، بينما هو قادر على إغلاق باب المندب في وجه السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية، مثلما فعل الرئيس سالم رقية علي، بالتعاون مع البحرية المصرية، في العام 1973، تم إغلاق البحر الأحمر وقطع إمدادات النفط بنسبة 100%".
وقال: "لماذا الجانب العملياتي في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، قرر ضرب إسرائيل في طرف الدنيا ولم يقرر استهداف 3 ألف جندي أمريكي، قريبون منه في البحر الأحمر"، وأجاب: "لإن الحوثي لا يريد إلا اللعب على عواطفكم، والهروب من العزلة الداخلية والإقليمية ، والسخط الشعبي المتزايد".
وأضاف: "الحوثيون انقلبوا على الدولة في 2014 لإسقاط الجمهورية، وإعادة حكم اليمن، للسلالة الإمامية، فيما يسمى النظام الإمامي الذي أسقطه اليمنيون قبل 75 سنة من اليوم، آخر إمام حكم اليمن، قبل عبدالملك الحوثي، هو محمد أحمد حميد الدين، وهذا الأخير كان متحالفا مع إسرائيل، ضد الجمهوريين".
ولفت إلى أن إسرائيل كشفت في العام 2008، وثائق سرية تقول إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ 14 طلعة جوية، في اليمن، في ستينيات القرن الماضي، لإسقاط الأسلحة والذخائر والأغذية، لجيش الإمام، "وكان الحكم الإمامي في ذاك الوقت، مدعوما من بريطانيا الكافرة، التي تدعم اسرائيل الصهيونية، وهذا التحالف كان ضد الجمهوريين، المدعومين من الزعيم المصري، جمال عبدالناصر". وفق تعبيره.
وأكد اليوتيوبر السواري، أن "الحوثي لا يهتم بفلسطين ولا غيرها كلما يهمه هو استعادة، حكم أجداده على اليمن، وسيقاتل الله بنفسه إذا وقف ضد هذا الحلم، ويتحالف مع إبليس من أجل تحقيقه".
ونشر الحوثيون مؤخرًأ، مقاطع فيديو لإطلاق طائرات مسيرة، زعموا أنها استهدفت الكيان الإسرائيلي، في حين كشفت تحقيقات صحفية مقروءة ومرئية، أن تلك المقاطع، تم اقتصاصها من فيديوهات سابقة، وثقتها المليشيات لعمليات استهدفت فيها الأراضي السعودية في العام الماضي.
الجدير بالذكر، أن المليشيات الحوثية، تستغل الغضب والهيجان الشعبي اليمني، ضد الكيان الصهيوني وما يرتكبه من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، لحشد البسطاء والتحشيد العسكري إلى الجبهات العسكرية، لقتال الجيش اليمني، في عدد من المحافظات، وخصوصا محافظة مأرب، شرقي صنعاء، تحت شعارات محاربة إسرائيل!.
كما اجتهدت المليشيات الحوثية، عبر وسائلها الإعلامية، لتقديم نفسها كجزء من معركة طوفان الأقصى، في الوقت الذي يؤكد الخبراء العسكريون أن تلك العمليات التي زعم الحوثيون إطلاقها نحو إسرائيل، ليس لها أي تأثير على واقع الحرب الإسرائيلية المدعومة من أمريكا، على قطاع غزة المحاصر.
وكثفت المليشيات جهودها في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لحشد المقاتلين وابناء القبائل، إلى جبهاتها العسكرية تحت مسمى نصرة فلسطين، في محاولة مفضوحة على استمرار هذه المليشيات الإيرانية، في المتاجرة بالقضية الفلسطينية، في وقت لم تكن لتستمر المليشيات في حكم العديد من المحافظات اليمنية منذ تسع سنوات، لولا الدعم الغربي، بقيادة أمريكا، الذي عمل جاهدا على إبقائها لاستنزاف اليمنيين، وتدمير الدولة اليمنية، وإبقائها كخنجر مسموم في كبد اليمنيين، وفي خاصرة المملكة العربية السعودية.