الخميس 6 فبراير 2025 12:16 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

حماس دمرت غزة.. لماذا استفزت إسرائيل وما هي مكاسبها من طوفان الأقصى؟ 4 إجابات منطقية

الجمعة 3 نوفمبر 2023 10:34 مـ 20 ربيع آخر 1445 هـ
دمار غزة
دمار غزة

«لا حاجة لاستفزاز العدو الإسرائيلي لئلا يردَّ هذا الرد الهمجي الوحشي ويقتل آلاف المدنيين بحجة الرد على ما تعرض له من هجوم»؛ طرح بدأ يقول به البعض من العرب ممن لا يعلمون أبعاد القضية الفلسطينية، وهو طرح يروج له أيضًا الاحتلال الإسرائيلي لتبرير جرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة، وللرد على هذا الطرح وتفنيده من وجهة نظر المقاومة الفلسطينية؛ نرصد ما ذكره الدكتور الفلسطيني محمد بن محمد الأسطل فيما يلي:-

هناك 4 أسباب بسيطة تبرر عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائيل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وكتائب سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أولها:

تدنيس الأقصى

إن العدو الإسرائيلي آخذٌ في تدنيس المسجد الأقصى وتهويده وبناء الهيكل المزعوم بقفزات سريعة غير مسبوقة، فما كان يقطعه من الخطوات في سنتين أو ثلاث صار يقطعه اليوم في أسبوعين أو ثلاثة، مع ما يتضمنه ذلك من إهانةٍ للمقادسة وإذلالٍ لهم وتنكيل بهم واعتقال لفضلائهم.

فضلًا عن الحَجْرِ عن فئات كثيرة لم يعد بوسعها أن تصل للمسجد الأقصى للصلاة فيه، وكان هناك في حدود 50 حلقة علمية في المسجد كلها مُنِعت من سنين.

وفي الأيام التي سبقت العملية دنس المسجد الأقصى قرابة خمسة آلاف مستوطن إن لم يكن أكثر، وهذا هو العدد الأكبر الذي يحصل خلال أيام قليلة ولم يحصل مثله من عشرين سنة، فجاءت هذه العملية للرد على هذا التدنيس والتهويد المتزايد، ودلالة ذلك ظاهرةٌ في اسم المعركة: طوفان الأقصى.

الحصار والموت البطيء

المبرر الثاني: العدو يمارس علينا عمليات موتٍ بطيء منذ خمس عشرة سنة، وهناك جيلٌ شبابيٌّ كامل وُلِد داخل الأزمة، وجيل العشرينات والثلاثينات في أكثره معطلٌ في عامة جوانب حياته، وكثيرٌ منهم لا يستطيع أن يتم تعليمه، ولا أن يتزوج ولا أن يبني بيتًا ولا أن يجد وظيفة؛ وهذا كله ورَّث المجتمع كثيرًا من المشكلات الاجتماعية، فالبطالة تزيد والعنوسة تزيد، وقائمة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تطول وتطول، ومؤخرًا هاجر من البلد عشرات الآلاف إلى بلاد الغرب ليجدوا شيئًا من القوت الذي يقتاتون به، وهناك العشرات أو المئات ابتلعتهم الحيتان والأسماك في البحر، مع أن غاية ذهابهم الانتقال من أزمة إلى أزمة.

تعذيب الأسرى

المبرر الثالث: أن العدو يعذب الأسرى، وكثيرٌ منهم يموت كل يوم مرات ومرات، ولك أن تتخيل أن بعضهم يعيش في متر ونصف من ثلاث عشرة سنة، وبعض الأسرى يتم إدخالهم إلى زنازين ملطخة جدرانها بالبراز، ويبقى الأسير في تنظيفها يومين أو ثلاثة في حالةٍ كئيبةٍ من الأذى وربما الانهيار النفسي؛ هذا مع تعرية الأسير من الملابس، وضربه، فإذا انتهى من التنظيف نُقِل إلى زنزانةٍ أخرى ليعيد نفس الدور في كثيرٍ من الأحيان، وبلغ الحال بالأسرى في المرحلة الأخيرة حدًّا لا يطاق، وبدؤوا يشعرون أن الأمة خذلتهم، وأنه لا أحد يشعر بشعورهم أو بمصابهم، بل لا يعلم بما يجري لهم، ومع تصاعد الخط الديني في الحكومة الصهيونية بقيادة ابن غفير ومن على شاكلته ازداد الجحيم بالنسبة لهم، حتى وصل لحدٍّ لا يُطاق فعلًا.

وبدأت الأصوات خلال الأشهر الماضية تتعالى بضرورة العمل على تحريرهم واستنقاذهم من هذا الهوان، وأضف إلى ذلك ما تتعرض له الأسيرات من أفعال مهينة خادشة للدين والعفة والحياء مما لا نستحيي التطرق إليها تفصيلًا؛ فجاءت عملية طوفان الأقصى لتضع حدًّا لهذه المآسي التي لا تكاد تنتهي.

هجوم مباغت

المبرر الرابع هو ما صرَّحت به المقاومة الفلسطينية بأنها استطاعت الوصول إلى معلومات سرية تكشف عن استعداد العدو لشن هجمة شرسة ضد قطاع غزة، بحيث تكون قاصمة، فأرادت المقاومة أن تُفوِّت عليهم الفرصة، وأن تحرمهم من مكتسبات المباغتة، بل أرادت أن تكون مكتسبات المباغتة بيدها هي لا بيد العدو، ومن ثم جاء هذا الهجوم الكاسح ليحقق عدة أغراض مجتمعة.

ومرت غزة بتجربة شبيهة في حرب 2014؛ إذ استقر عند المقاومة أن العدو الإسرائيلي يريد أن يشن حربًا قاصمة على غزة، فبدأت تستفزه بعشرات الصواريخ خلال يومين من غير إعلان رسمي، حتى اضطر للدخول من غير أن يقدر على تحقق المكتسبات التي يتمكن من إنجازها عبر المباغتة من مثل قتل أكبر عدد من القادة، أو مئات الجنود أثناء دورات التدريب وما إلى ذلك.

ومع تلك التبريرات المنطقية فإن أهل الثغور أدرى بأحوالهم، وحق الذي لا يعلم أن يسأل قبل أن يستقر على رأي، وهذا مقتضى الحكمة، ولا يُمنع من هو خارج البلد من أن يفتي في أمر البلد؛ ولكن بعد أن يستكمل أدوات العلم بالواقع كما هو معلومٌ من شروط الفتوى، ووقت الأزمات وقت نصرة لا وقت نقدٍ وتقييم، وإن من تشبَّع برواية الأنظمة المستبدة التي تتبنى الرواية الإسرائيلية نفسها لن يقتنع، بل يكون متحفزًا للرد على كل من يقترب من قناعاته لئلا تُمس، ومن ثم فلا كبير نفع في مثل هذه المناقشات.

مكاسب حماس من طوفان الأقصى

لماذا هاجمت حماس إسرائيل وتسببت في دمار غزة؟ هكذا يردد البعض ممن لا يفقهون أبعاد القضية الفلسطينية، ويرون عدم الاشتباك مع عدو يملك قوة عسكرية ضخمة قادرة على إبادة دول فضلًا عن قطاع محاصر ومكتظ بالسكان مثل قطاع غزة؛ غير أن المكاسب التي حققتها حركة المقاومة الإسلامية حماس أدعى لمنطقة الإجابة على من يطرحون هذا السؤال من العرب، والتي نرصدها في السطور التالية:-

مكاسب حماس في هذه الحرب ردًا على من يقول ماذا حققت حماس غير التسبب في دمار غزة واستشهاد 10 آلاف فلسطيني وإصابة أكثر من 20 ألفًا آخرين، إلى جانب دمار آلاف المباني، وتدمير البنية التحتية لطقاع غزة، ومنع الطعام والدواء والمياه، تتمثل في: إفشال عمليات التطبيع التي امتدت خلال السنوات الخمس الأخيرة لدول الخليج، وهو ما يمثل إنهاء لمطالب العرب بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.

المكسب الثاني تمثل في: كشف هشاشة الجيش الإسرائيلي المصنف في المرتبة 18 عالميًا، والثالث: أسر عدد أكثر من 200 جندي وضابط وأربعة منهم برتبة عميد وقائد منطقة من دون المدنيين، الرابع: أخذ السلاح الخفيف والمتوسط مع الذخيرة من أربع قواعد عسكرية ومن المناطق والأقسام والمواقع الحدودية مع غزة.

وتمثل المكسب الخامس في: حرق وتفجير أكثر من خمسين دبابات، والسادس: اقتحام مقر الموساد وأخذ كل الوثائق المتعلقة بأسماء أفراد الموساد في غزة والشرق الأوسط كامل وأجهزة الكمبيوتر المحمول، والسابع: أخذ الأجهزة الرادار الخفيفه والأجهزة اللاسلكية التي كانت مع الضباط وفي مخازن المعسكرات التي كانت على حدود غزة بامتداد 40 كيلو مترًا، وتدمير الرادارات الكبيرة.

المكسب التاسع: ضرب إسرائيل بأكثر من خمسة عشر ألف صاروخ، وتهجير أكثر من نصف مليون صهيوني مع إخلاء كل المستوطنات التي حول غزة ومن ضمنها مدينة عسقلان، وقتل أكثر من ألفين وخمسمائة إسرائيلي جلهم من الجيش وقوات الاحتياط، والعاشر: تشويه سمعة المخابرات الإسرائيلية، والعالمية وبالأخص دول السبع حيث وأنها لم تعلم بنوايا القسام قبل العملية.

والمكسب الحادي عشر تمثل في: إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وبقوة عند الشعوب العربية والإسلامية والغربية، سحب بعض الدول العربية، والأجنبية سفراء إسرائيل العربية، والثاني عشر: انكشاف حكومات الغرب على حقيقتها في مزاعم حقوق الإنسان عامة وسقوط الأقنعة، أمام شعوب العالم، والمكسب الثالث عشر: ظهور المنافقين والخونة من الدول العربية والإسلامية ومن دول العالم أفرادًا وجماعات ومنظمات وهيئات محليًا وإقليميًا وعالميًا، والمكسب الرابع عشر: إحياء روح الجهاد والاستشهاد وبثه في نفوس الأمة والدفاع الدين والشرف والكرامة.

موضوعات متعلقة