لا يمكن أن يستقر اليمن إلا بتجريم شيء وحيد
بعد تتبع للأحداث والحروب والمعاناة المجتمعية في اليمن خلال أكثر من عقدين، وصلت لقناعة أنه لا يمكن أن يستقر اليمن إلا عبر سن قوانين حازمة لتجريم العنصرية بكافة أشكالها وأنواعها على رأسها خرافة "الولاية" العرقية التي كانت وما تزال أحد أهم أسباب معاناة اليمنيين منذ قرون.
يجب على كل من يحب اليمن ويريد استقراره أن يعمل على تجريم العنصرية أسوة بكل الدول التي نجحت في صناعة الاستقرار والرخاء بعدما تحلت بالشجاعة الكاملة وواجهت الثقافات المتوارثة والمعتقدات المتطرفة والمنحرفة والتفسيرات الدينية الخاطئة التي تؤصل للعنصرية وكانت سببا في معاناة شعوبها، ولن يكون ذلك إلا من خلال سن قوانين وبنود دستورية واضحة وحاسمة تجرم الممارسات والأفعال والشعارات والمفاهيم والنصوص العنصرية وإزالتها من المناهج الدراسية وفرض عدم ترديدها في أي مكان.
العنصرية ليست دينا أو رأيا سياسيا يجب احترامه، بل اعتداء على حقوق وخصوصية الآخرين وسببا في نسف قيم التعايش واحترام التنوع وتمزيق النسيج الاجتماعي كما حدث وما يزال يحدث في اليمن.
في اليمن.. إما أن يتم تجريم العنصرية وضمان التعايش والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، أو ستكون النتيجة حروب ومآسي ومعاناة إلى ما لا نهاية.
همدان العليي
مؤلف الكتاب
______
رسالة كتاب الجريمة المركبة والتي ستوضع في النسخة المترجمة باللغة الانجليزية باذن الله.