كتب الله أجرك!!
أحمد سيف حاشد
لفت نظري اليوم في المجلس أحد الزملاء الذين لا يريد حضور وزير المالية إلى مجلس نواب صنعاء للحديث بشأن رواتب الموظفين، وسؤاله عن عدم موافاة المجلس بالموازنات والحسابات الختامية للحكومة.
غيرأن ما صدمني أكثر زميل أخر بدا لي ملكياً أكثر من الملك.. لا يريد الموازنات ولا الحسابات الختامية للحكومة، مبرراً ذلك بأن حضرموت محتلة، وعدن محتلة، والموانئ والجزر محتلة، مع العلم أنني خضت مع هذا الزميل في وقت سابق معركة مريرة مع هيئة رئاسة مجلس النواب بشأن إلزامها هي والأمانة العامة بتقديم الموازنات والحسابات الختامية للمجلس.
كلا الزميلان ينتميان للجماعة، وقد استنتجت من هذا وقرائن أخرى إن الجماعة لا تريد موافاة المجلس بالموازنات والحسابات الختامية للحكومة..!!
لماذا؟! لا أدري؟!
ماذا الذي تغير؟!
لماذا هم يتغيرون وأنا لا أتغير؟!
لستُ ملاك ولكن فقط مذهول من تقلبات الأحوال..!!
ماذا حدث وماذا الذي يحدث، وما سبب هكذا تغيير لم أكن أتوقع أن أراه من زميلي وصديقي العزيز هذا وذاك؟!
إن كان لي من نصيحة للجماعة ولزملائي الممانعين رقابة المجلس على أهم مهمة دستورية للمجلس على الحكومة فأقول: ليس من مصلحة أولئك الزملاء، ولا من مصلحة الجماعة أن يتخذوا هكذا موقف في مواجهة المهمة الرقابية للمجلس التي يقررها الدستور والقانون..!!
لماذا لا يريدون الشفاهية والنزاهة وإخبار الناس بالحقيقة، أو حتى كشف ما يمكن من الفساد وإهدار للمال العام على الأقل من أجل وقفه، وعدم الإستمرار والإيغال فيه؟! ودفع رواتب الموظفين وعلى رأسهم المعلمين.
لماذا لا يريدوا أن يطلعوا الشعب عما حدث ويحدث، وتحقيق الشفافية أو على الأقل الحد الأدنى منها، والإجابة على السؤال: إلى أين تذهب الإيرادات الضخمة، طالما الموظفين وعلى رأسهم المعلمين بدون رواتب أو حوافز كل هذه السنين الطوال، وإلى متى يريدوا أن يتركوا الحال على حاله، والحبل على الجرار..!!
نريد أن نبحث إلى أين تذهب الترليونات من الإيرادات، فيما الموظف والمعلم طوال ثمان سنوات يقتات "كتب الله أجرك".
أتمنى أن أكون متوهماً أو غلطان.