الأحد 20 أبريل 2025 07:25 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

‏السيطرة على الناس بإشغال عقولهم!

الأحد 9 يوليو 2023 09:15 مـ 21 ذو الحجة 1444 هـ
د.عبدالوهاب طواف
د.عبدالوهاب طواف


د. عبدالوهاب طواف
نجحت جماعات الإسلام السياسي في تحويل حياة اليمنيين إلى جحيم أسود، فقد تمكنت بذكاء شيطاني من اختطاف دولتهم وتسميم حياتهم والتدخل في كل شؤون حياتهم، حتى وصل بهم الأمر للتدخل في طريقة دخولهم الحمام والخروج منه.

ولأن تلك الجماعات الدينية لا تمتلك برامج بناء وتطوير وتشييد، وليس لها القدرة على إقناع الناس بوجودهم وبقدرتهم على قيادتهم إلى المستقبل، ولا يجيدون إلا والوعظ ونشر الخرافات والقصص الماضوية، فقد تمكنت بدهاء وخبث من إغراق الناس في جدل عقيم حول الصحابة وقريش وعلي والحسين والولاية والخلافة، وسنن الوضوء، وتغسيل الأقدام؛ لإشغالهم عن المطالبة بحقوقهم، وتشتيت انتباههم عن المطالبة بتحسين أحوالهم، ولمنعهم من تنظيم معارضة لوجودهم، ولتحويل أنظارهم عن نهبهم للدولة، لضمانة تفرغ كهنة تلك الجماعات المتطرفة لحيازة مناصب الدولة ونهب خيراتها، والعيش بثراء فاحش.

فقط يبدأون صباحهم بمنشورات حول قدسية علي أو حتمية الخلافة أو وجوب الولاية، ثم يخرجون لنهب الأراضي وتجميع الأموال حتى نهاية اليوم، ينما يسارع البسطاء والسذج ـ وببطون خاوية ـ لخوض معارك شرسة من الجدل والصراع الفارغ حول إثبات تلك المنشورات أو إنكارها!

في المساء يعود الكهنة بخيام مليئة بالمال وقرب من دماء الناس وعرقهم ليكتبوا لأولئك السذج منشورات جديدة حول فضل التقرب من آل البيت، والحكمة من شرب بقايا وضوء الآل النجباء، ثم ينامون، بينما السذج يسهرون لمواصلة معاركهم البينية حول صحة أو خطأ تلك القصص الفارغة!

حتى أن العقلاء والمتعلمين انحرفوا عن معركة استعادة دولتهم إلى البحث والاجتهاد للرد العلمي والمنطقي والشرعي والفقهي على منشورات الكهنة حول تلك القصص الزعبلاوية، وتركوا الدولة والمجتمع فريسة لتلك الثعالب!

زمان كان في مدينة البصرة العراقية رجل علم وثقافة معروف بين الناس، ولأنه سيقف ضد جرائم تجهيل الناس وتسميم عقولهم ونهب ممتلكاتهم، نشر أحد الغلاة هناك أن تقبيل ضريح رأس الحسين خير من عشرين حجة إلى مكة، وعندها اختفى ذلك الفقيه المتعلم عن الناس، وبعد سنة ونصف ظهر مسرورًا ومعه كتاب من ألف صفحة؛ فيه من الدلائل والبراهين الكثير والكثير عن بطلان تلك القصة، ولكنه ما أن عاد إلا وقد الناس مصدقين أن تقبيل ولحس أقدام وأحذية زوار ضريح الحسين خير من مئة ألف حجة وعمرة إلى مكة!

ولذا نرى في كل الدول المنكوبة بهؤلاء يتعمدون على تنزيل قصص وحكايات وخرافات ينكرها حتى الطفل، ومن ليس لديه أدنى فكرة عن العلم والمعرفة؛ لأشغال الجميع عنها بالمطالبة بحقوقهم، ورأيت البارحة تسجيلًا لنوري المالكي في العراق يشتم فيه الصحابة، وهو يعلم أن المجتمع العراقي سينشغل حينًا من الزمن عن الدولة وخدماتها للرد عليه، وينسى سرقات ونهب ومصائب ذلك الرجل وحزبه وطائفته، وهو الذي عاد إلى بغداد في 2003 على ظهر دبابة أميركية، وهو يصرخ " الموز لأمررررريكا الموز لعرائيسسيل!