الخميس 6 فبراير 2025 09:03 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

كونوا جميعا..!!

الإثنين 3 يوليو 2023 01:52 مـ 15 ذو الحجة 1444 هـ

الجميع يعلم أنه ليس هناك من ظرف أشد محنة، و أوجع واقعا، و أسوأ مرحلة من الواقع الذي يعيشه وطننا اليمني اليوم.

و دعونا نقرر جميعا و بشجاعة أنه ليس هناك من تهديد أشد خطرا في هذه المرحلة على اليمن، كل اليمن (متحدا كان أو منفصلا) من المشروع الإيراني المتعجرف ضد اليمن خاصة، و المنطقة عامة.

و مع حضور هذه الشجاعة فلن يجد اليمن و اليمنيون أمامهم للخروج من هذا الوضع غير اتخاذ قرار ؛ استعادة الدولة، و لا شيئ غير ذلك القرار، خاصة و مليشيا الحوثي المرتهنة لإيران قد أغلقت كل سبل التفاهم و الحوار امتثالا للموقف الإيراني المتجبر.

و مثل هذا القرار لا تنفذه غير مشيئة واحدة، و إرادة واحدة، و قيادة متحدة. و أي موقف غير هذا فلا يعني إلا التهيئة ليصبح الجميع لقمة سهلة للمشروع الإيراني الخسيس.

و أمام هذه الظروف و الشدائد؛ فإن المسميات الفسيفسائية لن تحقق نتيجة، و لن تصل إلى غاية، و لن تفيد حتى أولئك النفر الذين يظنون أن تلك المسميات ستحملهم إلى أهدافهم أو بعضها.

إن الوقوف بشجاعة - من الجميع - أمام متطلبات الواقع سيكشف بكل وضوح مغبّة ما ينتظرهم من بؤس، يتحولون بموجبه إلى وجبات سفرية سهلة.. إذا رفضوا أن يكونوا صفا شامخا واحدا موحدا.

إن الكبار يفكرون بآفاق واعية، و برؤى ناضجة، و لا يتركون الصغار يجرونهم إلى رؤاهم السطحية، و مربعات التقزم أو يحببون لهم التشرذم. و أسوأ ما يفعله الصغار أنهم يجيدون التحريض للإفساد؛ و لو على حساب مصالح الوطن العليا.

يأكل الذئب من الغنم القاصية، و قد أكل الذئب من العرب القاصية الكثير ، و على اليمنيين أن يعتبروا اعتبارا عمليا يلمون به الشمل، و يضمون الأطراف ، و يوحدون القرار، ويرصون الصف المتحد؛ قبل أن يمضي الفأس في الهدم، و مُدْية الجزار الحاقدة في التقطيع و التمزيق !

إن المسميات الفسيفسائية، أو الكنتونات هي مسميات يفرح بها قصيرو النظر، و متواضعو الهدف، و ضيقوا الأفق، و أنانيو المصالح الذاتية.. و عبر التاريخ أثبتت الكانتونات الفسيفسائية أنها عونا للأعداء و كارثة على الأمة، و زلزالا على الأوطان.

من هنا نحتاج إلى شجاعة القرار الذي يوحد الهدف، و يحدد الوسائل، و يحشد الطاقات، و يزيل التباينات، و يتجاوز عقلية الكانتونات، و ينهي سكرة الفرح بالألقاب الجوفاء، التي اختصر خيبتها الشاعر العربي في حال الاندلس:

و مما يزهدني في أرض أندلس

ألقاب معتصم فيها و معتضد

ألقاب مملكة في غير موضعها

كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

إن من يرى أنه يمكن أن يكون في زاوية ما رقما، أو شيئا مذكورا في ناحية من اليمن، أو يكون في إطار قروي أو عائلي يمثل قوة، أو يمتلك ثقلا ؛ دون الوطن بكل ترابه، ودون الشعب بكل فئاته؛ فقد أساء التقدير، و أساء إلى وطنه وشعبه.

إن المشروع الإيراني يستجر أحقادا تاريخيّة ضد العرب، و لا يحصر استهدافاته العدائية على قطر دون آخر ،كما لا تقف عدوانيته عند جزء من جزيرة العرب؛ بل كلها، و هو بالتالي لا ينظر إلى صنعاء دون عدن... و من يرى غير ذلك فإنما يغالط نفسه، و يخادع أهدافه، و يُمَكّن للأعداء.

على اليمنيين أن يكونوا جميعا؛ قبل ألا يكونوا جميعا ..!!