مفاوضات ‘‘غير عادلة’’ بين الشرعية والمليشيات الحوثية
وصف مسؤول حكومي، آلية التفاوض مع المليشيات الحوثية بشأن الأسرى، بأنها غير عادلة.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني والمتحدث الرسمي باسم الوفد الممثل للشرعية في مفاوضات تبادل الأسرى ماجد فضائل، في حوار صحفي خاص مع "إرم نيوز"، إن آلية التفاوض مع الحوثيين، بخصوص الأسرى والمعتقلين غير عادلة وليست حقوقية.
وأكد فضائل، أن المفاوضات مع الحوثيين "مضنية"، منوها إلى أن "وفد الحوثيين، يضع في كل مرة العراقيل، لإفشال جولات التفاوض، واستغلال هذا الملف الإنساني سياسياً وإعلاميًا".
وأشار إلى طبيعة الأجواء التي تُخيّم على جولات التفاوض، برعاية وإشراف الأمم المتحدة، وقد بلغت حتى الآن 8 جولات، كما تطرق إلى دور مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال جولات التفاوض، لافتاً إلى أنه "لا يقوم بممارسة أي عملية ضغط على الوفد الحوثي".
وفيما يلي أبرز ما ورد في الحوار:
فضائل: المفاوضات بشكل عام مضنية، رغم أن ملف الأسرى والمختطفين ملف إنساني مهم جداً، وهو أحد الملفات الأساسية في عملية التفاوض والمشاورات منذ انطلاقها، ويمثل أحد أهم ملفات بناء الثقة، ونحن نتعامل مع هذا الملف في كل المفاوضات على الأساس الإنساني، ولدينا توجيهات من قيادتنا السياسية بالعمل من أجل الإفراج الكلي عن جميع الأسرى والمختطفين، على قاعدة وأساس الكل مقابل الكل، وهناك اهتمام ومتابعة مباشرة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بهذا الملف وتقدمه، وبناء على ذلك فالوفد الحكومي يتعامل بمسؤولية، والتزام تام وجدية كبيرة، لكن تعنت وفد الحوثي في أغلب جولات التفاوض، واستغلالهم لهذا الملف الإنساني على المستوى السياسي والإعلامي وتكرارهم وضع العراقيل لإفشال جولات التفاوض، تعتبر أبرز العقبات.
=فضائل: جولة المفاوضات الأخيرة هي الجولة الثامنة من التفاوض، وكانت قصيرة مدتها 3 أيام فقط، يمكن اعتبارها جولة للتشاور فقط، وتركزت حول موضوع الاختطاف والإخفاء القسري للسياسي محمد قحطان على مدار 8 سنوات تقريبا، وكان مطلب الوفد الحكومي الإفراج عنه ومبادلته، فلا يمكن المضي قدما في الملف بدون أن يكون هناك حل لهذه المعضلة والعقبة الأساسية، خاصة وأنه آخر من تبقى من الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي، ويمكن القول إن جولة التشاور انتهت بإيجابية، على أمل أن تستأنف مباشرة بعد العيد.
=أكد فضائل أن الأمم المتحدة والإقليم يتعاطون مع الملف بإيجابية والجميع يدفع من أجل إغلاق وإقفال الملف، قائلًا: يمكن القول إن جولة التشاور انتهت بإيجابية، على أمل أن تستأنف مباشرةً بعد العيد، وقد تمثلت هذه الإيجابية في طرح مقترحات للتبادل، جميعها تنص على وجود السياسي محمد قحطان المخفي قسرا في أي عملية تبادل يتم التوافق عليها من قيادة الأطراف، لا نود الدخول في تفاصيل هذه المقترحات لأنها ما زالت مقترحات ومتى ما تحول أحدها إلى اتفاق أو توافق يمكن المضي لتنفيذه عندها سنتحدث بالتفاصيل.
= فضائل: لنكن واضحين أن الكل مقابل الكل، هو مبدأ عام، وعمليات التبادل التي تجري الآن، هي تبادلات مرحلية، تضم أعدادًا مقابل أعدادٍ، بحسب ما يتوافق عليها، على أساس الكل مقابل الكل، وصولاً إلى التبادل الكلي، لكن آلية التفاوض التي تتم ليست عملية إفراج وإطلاق سراح، وإنما آلية تبادل أي واحدًا مقابل واحد، أو واحدًا مقابل عشرة، أو مائة مقابل أكثر أو أقل، أي أنها عملية مساومة وصفقات تبادل، وهي غير عادلة وليست حقوقية، وهنا في ظلم كبير للمختطفين الذين لا يوجد لهم بدلاء، الذين في الأغلب إما أنهم سيخرجون وفق مبادرات أحادية، أو يبقون في السجون والمعتقلات، وهذا ما يجب البحث عن حلول له.
= فضائل: هذا مطلبنا الأساسي، ووضعنا هذا على طاولة التفاوض بكل وضوح، لكن كان رد الطرف الآخر أن الكل الذي يريده هو مختلف عن الكل الذي نريده نحن، فأغلب من يريدهم هو لا وجود لهم ولا علم لنا بهم، لكن يصر إصرارًا غريبًا وعجيبًا أنهم موجودون ومخفيون في محافظة مأرب، لكن تحدثنا بكل وضوح أننا لا نخفي أحدًا، ومن يثبت وجوده مستعدون لإطلاق سراحه ومبادلته، بالمقابل لا بد على الحوثي، إطلاق سراح كل المحتجزين والمختطفين والمخفيين لديه، لكنه يتلكأ ويناور ويضع العراقيل ويرفض الالتزام بالإطلاق الكلي، وتنفيذ إطلاق سراح الكل مقابل الكل.
= فضائل: حقيقةً الكل يتعاطى مع الملف بإيجابيه، والجميع يدفع من أجل إغلاق وإقفال الملف، وإطلاق جميع المحتجزين والمختطفين لكن الصعوبة تكمن في تعنت الحوثي وتعامله مع هذا الملف بشكل لا إنساني، فمكتب المبعوث الأممي، يقوم بدور وجهد كبيرين، لكنه دور يتمحور في تسيير الجلسات وإداراتها، ولا يضغط كما يجب على وفد الحوثيين، فهو حسب كلامه وسيط وميسر، وأصحاب القرار هم الأطراف ومدى جديتهم، أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فهي أيضاً تقوم بجهود كبيرة وعظيمة، في عمليات التنفيذ وليست عمليات التفاوض، لأن دورها يتمحور في الجوانب اللوجستية وآليات التنفيذ للتبادلات والاتفاقيات التي تجري، وهناك دور مهم جداً يلعبه الأشقاء بالسعودية وممثلوهم في عمليات التفاوض التي تتم، حيث يعملون على تقريب وجهات النظر وإنجاح الجولات بشكل مستمر".
= فضائل: الإحصائيات ليست ثابتة وهي متغيرة باستمرار، لأن الحوثيين مستمرون بالاختطاف حتى اللحظة، أي عملية الانتهاك مستمرة وليست متوقفة، لقد انعقدت 8 جولات للتفاوض، منها جولتان فقط تم التبادل فيهما، أولاهما بمدينة منترو في سويسرا، وقد عقدت في شهر سبتمبر/أيلول 2020، حيث تم تبادل 1100 أسير ومختطف.
والثانية هي هذه الجولة الأخيرة في العاصمة السويسرية برن، التي كانت في مارس/آذار الماضي، وتم تبادل 887 أسيرا ومختطفا، هذا ما تم على المستوى الأممي، بينما على المستوى المحلي فعمليات التبادل تجري بشكل مستمر.
= ما زال عدد قليل متبقيًا من أسرى التحالف العربي لدى الحوثيين.
= فضائل: العملية الأخيرة للتبادل، كانت مهمة جداً وأثرها الإيجابي كبير، حيث ضمت قيادات عسكرية ومدنية مهمة جداً بالنسبة لنا، وكان على رأسهم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق، واللواء ناصر منصور شقيق الرئيس السابق، ونجل وشقيق العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، والصحفيون الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، ونجل وأقرباء نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وعدد من المحاكمين والقيادات، فرحنا بخروجهم وبخروج البقية، وستكتمل الفرحة بإخراج الجميع، وتصفير السجون والمعتقلات وعلى رأس أولوية من نسعى الآن لإطلاق سراحهم، آخر المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي السياسي محمد قحطان، ومن تبقى من المخفيين.