تحركات عمانية إيرانية من تحت الطاولة ووفد حوثي بالسعودية ومفاجآت مرتقبة بشأن اليمن.. ماذا يجري خلف الكواليس؟
![توقعات بأن تنتهي حالة اللاسلم واللاحرب قريبا في اليمن](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/23/06/22/257566_1687402295.jpg)
يشهد الملف اليمني، حراكًا دبلوماسيا وسياسيًا محليًا وإقليميًا، بالتزامن مع تصعيد عسكري داخلي، ينذر بمفاجآت قد تغير مسار الأزمة اليمنية، وفيما يلي، يحاول المشهد اليمني، تلخيص صورة مختصرة عما تشهده البلاد.
أمس الأربعاء، التقى أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، في مسقط، مع سلطان بن محمد النعماني، وزير الديوان الملكي العماني؛ وهو مسؤول الملف اليمني في سلطنة عمان.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية، إن إيران اتفقت مع سلطنة عمان على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في اليمن وإحلال سلام دائم في البلاد.
وقالت إن الوزيرين تحدثا عن الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة في اليمن. سلط كلاهما الضوء على ضرورة العمل الجماعي للتخفيف من معاناة الشعب اليمني ودعم العمليات السياسية والاستقرار والسلام على المدى الطويل.
ولم تنشر وكالة الأنباء العمانية تفاصيل حول ما تم مناقشته بين الوزيرين، واكتفت بالقول: تم خلال المقابلة تبادل الأحاديث الودية حول عدد من مجالات التعاون المشتركة وسبل تطويرها.
سبق ذلك، بيوم واحد، لقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، بكبير مفاوضي جماعة الحوثي، محمد عبد السلام في العاصمة العمانية مسقط وعقد معه جولة من المباحثات.
واستقبل حسين أميرعبداللهيان، محمد عبد السلام، في مقر السفارة الإيرانية في مسقط، حيث بحثا آخر تطورات الأوضاع في اليمن.
عبدالسلام، عبر بكل صراحة، عن تثمين جماعته الحوثي، الدعم الإيراني المخلص لها.
وأمس أيضًا، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية التابعة لإيران، عن اتفاق جديد بينها وبين المملكة العربية السعودية بعد أيام من وصول رئيس لجنتها العسكرية، يحيى الرزامي ووفد مرافق له إلى مدينة جدة.
وقالت ما تسمى بـ "اللجنة العسكرية" التابعة لجماعة الحوثي، إنها أتمت عملية تبادل 64 جثة بين مسلحيها والجيش السعودي، بناء على الاتفاق، وأكدت في بيان لها، نجاح صفقة تبادل مباشرة بعد مشاورات سابقة استمرت لأسابيع بإشراف من رئيس اللجنة العسكرية للجماعة الانقلابية يحيى عبدالله الرزامي .
وذكرت أن المرحلة الأولى من الصفقة شملت64 جثة من الطرفين، بينهم 58 من قتلى الجماعة الحوثية و 6 من الجيش السعودي. بحسب وسائل إعلام رسمية تابعة للمليشيات الحوثية.
وأضافت اللجنة أنه تم تشكيل لجان ميدانية متخصصة لإتمام المزيد من صفقات تبادل الجثث بين الطرفين في الجبهات المشتعلة.. مشيرةً إلى أن هنالك المزيد من الخطوات القادمة وصفقات أخرى يتم العمل على إتمامها في الأيام المقبلة.
وخلال الساعات الماضية، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للرزامي وقيادات حوثية، في مكة المكرمة.
وكان رئيس اللجنة العسكرية لمليشيا الحوثي يحيى عبد الله الرزامي غادر مطار صنعاء الدولي، الإثنين الماضي، برفقة عدد من كبار مسؤولي حكومة المليشيا غير المعترف بها بصنعاء، إلى جدة بمزاعم أداء مناسك الحج.
وأفادت مصادر بانعقاد جولة مفاوضات مباشرة في مدينة جدة بين مسؤولين سعوديين ووفد المليشيا الحوثية برئاسة الرزامي.
يتزامن كل ذلك، مع تصعيد عسكري لمليشيات الحوثي، حيث أعلنت الأخيرة تسيير "الآلاف" - مع التحفظ على صحة الرقم -، من مقاتليها من محافظة ذمار، صوب محافظة تعز، في إطار استعداداتها لشن جولة جديدة من الحرب، مع القوات الشرعية.
ويأتي ذلك، في ظل حراك وبعض الاحتقان السياسي، تشهده المحافظات الشرقية والجنوبية، منذ الأسبوع الماضي.
فبعد حوالي أسبوع من تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي، خطابه السياسي والإعلامي ضد الحكومة الشرعية، ومطالبته بتغييرها، انبلج من محافظة حضرموت، شرقي اليمن، مولودًا جديدًا، يحمل اسم "مجلس حضرموت الوطني"، كحامل سياسي لتطلعات المجتمع الحضرمي، بعد شهر من المشاورات الحضرمية بالعاصمة السعودية الرياض.
لاقى مجلس حضرموت ترحيبًا واسعًا رسميا وشعبيا في اليمن، في وقت عبرت بعض المحافظات الشرقية والجنوبية، عن رغبتها في المضي على درب الحضارم، وتوحيد صف أبنائها، بما يمكنهم من إدارة محافظاتهم بعيدًا عن المشاريع الإقصائية.
ويتزامن كلما سبق، مع توقعات محللين سياسيين باقتراب تسوية سياسية شاملة في اليمن، قد تنهي الحرب المستمرة منذ الانقلاب الحوثي المشؤوم، 2014، بينما لا يتفاءل مراقبون عسكريون إلى هذا الحد، إذ يرون، تصاعد وتير العنف، مع حشد أطراف الصراع لجولة حرب قادمة.