صراع المصالح!
المصالح التي تأتي للشخص أو للجماعة من خلال هدم مصالح الآخرين هي ليست مصالح وإنما تُسمى مغانم مؤقتة؛ تنتهي وتزول مع أصحابها، والعاقل والكبير والحكيم من يجتهد لبناء شبكة مصالح؛ تصب في أفواه الفقراء قبل الأغنياء، وتنهض بالضعفاء قبل الأقوياء، وعندها ستأتي المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية مع تحقيق المصالح العامة.
منذ 2011 ومعظم الأطراف السياسية اليمنية "للأسف" تسعى وتجتهد وتغالط من أجل تشييد قلاع من المصالح؛ الشخصية منها والمناطقية والحزبية، على حساب مصالح اليمنيين الجامعة، ولذا تقهقرت كل تلك الأطراف الكثيرة لصالح جماعة سلالية صغيرة، ولكنها هي الأكثر تنظيمًا وتطرفًا وتعصبًا.
حتى هذه اللحظة لم نتعظ من المصائب والكوارث التي حصلت للجميع وحصدت رقاب وممتلكات الجميع، فنجد أن هناك من لا يزال يعتقد أن مصالح الجنوب لن تأتي إلا بدمار الشمال، واستقرار الشمال لن يتحقق إلا بضم الجنوب، ومصالح المؤتمر لن تتم إلا بزوال الإصلاح، ومصالح الإصلاح لن تستقر إلا بشيطنة المؤتمر، ومصالح تعز لن تزدهر إلا بإضعاف "الهضبة"، ومجد حمود لن يكون إلا بقهر حامد، وزواج سعاد لن يتم إلا بطلاق سعادة، وهكذا، والنتيجة ذهاب الجميع لقمة سائغة لمسيرة الضباع.