الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) هل هو صديق أم عدو؟
الذكاء الاصطناعي هو مجال علمي يهدف إلى تطوير آلات وبرامج قادرة على محاكاة وتفوق القدرات البشرية في مجالات مثل التعلم والإبداع والاتصال والحلول.
يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات المؤثرة في العصر الحالي والمستقبلي، فهو يفتح آفاقاً جديدة للتطور والابتكار في مختلف المجالات العلمية والصناعية والخدمية والترفيهية.
لكن هل يمكن أن يشكل هذا الذكاء الاصطناعي خطراً على البشرية؟ هل يمكن أن يستغل بشكل سلبي أو يتجاوز حدوده؟ هل يمكن أن يصبح صديقاً أو عدواً للإنسان؟
لا شك أن الذكاء الاصطناعي أو ما يعرف بـ (شات جي بي تي) لديه فوائد كثيرة للإنسان، فهو يساعده في تسهيل حياته وزيادة كفاءته وجودته وقدرته.
فمثلاً: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تشخيص وعلاج الأمراض، وإدارة الموارد والطاقة، وتحسين التعليم والتواصل، وإنشاء محتوى إبداعي وترفيهي، وحماية البيئة والتراث، وغير ذلك من المجالات التي تهم الإنسان.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في حل بعض المشكلات العالمية مثل الفقر والجوع والحروب والإرهاب.
ولكن هذه الفوائد لا تخلو من مخاطر، فالذكاء الاصطناعي قد يستخدم بشكل خاطئ أو غير قانوني أو غير أخلاقي، مما قد يؤدي إلى تهديد أمن وسلامة وحرية الإنسان الآخرين من بني البشر.
فمثلاً، قد يستخدم الذكاء الاصطناعي في شن هجمات سيبرانية أو عسكرية، أو في التجسس أو التلاعب أو التضليل، أو في انتهاك خصوصية أو حقوق أو كرامة الإنسان.
كما قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير سوق العمل وتسبب في فقدان بعض الوظائف أو تقليل قيمتها، مما قد يزيد من مستويات البطالة وعدم المساواة والفجوة الرقمية.
وفي حالة تطور الذكاء الاصطناعي إلى مستوى يتفوق فيه على الذكاء البشري، فقد ينشأ خطر أكبر على سيادة ووجود البشر.
لذلك، يجب على أصحاب القرار في الدول والحكومات والمنظمات أن تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بتروِّي وحكمة ووعي، وأن تضع قواعد وضوابط ومعايير لضمان استخدامه بشكل مسؤول وآمن ومنصف.
ويجب على الإنسان أن يحافظ على دوره كصانع ومراقب ومستفيد من الذكاء الاصطناعي، وألا يتخلى عن قدراته وقيمه وهويته كإنسان. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون صديقاً للإنسان إذا استخدم لخدمته وتحسين حاله، ويمكن أن يكون عدواً للإنسان إذا استخدم لضره أو تهديده. والخيار بيد الإنسان.