• الرئيسية
• مقالات

‏استمعتُ لحوار محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي مع قناة الغد المشرق.
يتضح من طرح الرجل نضجه السياسي والإداري، وتشخيصه الكلي للوضع في المحافظة، وفي اليمن عموما، وقدرته على الحديث بمهارة دون أن يسمح بجره نحو تصريحات معينة كما يريد المذيع، أو ربما توجه القناة.
من حديث المحافظ يتضح استيائه من بعض الأطراف في المحافظة - لم يسمها -، فهو يتحدث عن التفاف في مارب بين المواطنين والسلطة المحلية، ويقول إن هذا منعدما في حضرموت، وكذلك إشارته إلى أن الإقليم والمجتمع الدولي يعرفون أهمية حضرموت لكن البعض من أبنائها لا يدركون أهميتها.
حاول المذيع استدراجه للحديث حول المتواجدين في المحافظة من النازحين القادمين بسبب الحرب من المحافظات المجاورة، في محاولة لتصوير الأمر بأبعاد مناطقية، (شماليين)، كما يحلو للمجلس الانتقالي وصف الأمر، ويحرض عليهم باستمرار في محافظات أخرى كالمهرة.
لكن المحافظ رد بتعقل بأن هؤلاء مواطنين يمنيين ومن حقهم التنقل والوصول لمحافظة حضرموت، متطرقا في إجابته للعبء الذي خلفه ارتفاع عدد النازحين للمحافظة من ناحية توفر الخدمات، مقدرا عدد الواصلين بنحو مليون وستمائة شخص منذ 2015.
الأمر الأخر سعي المذيع لاستنزاع تصريح من المحافظ حول إيرادات منفذ الوديعة، وهو أيضا لمز بأن ذلك يذهب لمنتفعين، كما يردد إعلام الانتقالي، لكن المحافظ كان صريحا وقال إن الإيرادات تذهب لخزينة الدولة في عدن، ثم يعود منها 20% لمصلحة حضرموت، كإجراء حكومي متبع في كل الإيرادات من كل المحافظات.
المحافظ في محور تنظيم القاعدة وسيطرته على المكلا في 2015 قال إن لديه قناعة تامة بأنه جرى تسليم المكلا بتواطؤ، متحفظا على توجيه الاتهام لأي جهة.
والأهم من مجمل ما ورد في كلامه كشفه وجود توجه أمريكي لاستثمارات في حضرموت، لم يصف طبيعتها، وإشارته إلى أن التواجد الأمريكي مدفوع بمحاربة الإرهاب، مؤكدا وجود عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة في المحافظة متمركزة بالمناطق البعيدة، بعد دحرها من المدن.