الخميس 6 فبراير 2025 11:46 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

المراهقون سياسيا..

السبت 13 مايو 2023 09:20 صـ 23 شوال 1444 هـ

لا يمكن لأي سياسي أو محسوب على السياسة أن يجهل ما يجري في اليمن، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الجنوبية؛

فحينما نتحدث عن قضية بحجم الوحدة أو الانفصال، فإن الأمر هنا أكبر من مجرد مهرجان أو هشتاق أو حملة إلكترونية كما يظن بعض مراهقي السياسة الذين يتعاملون مع القضية بالمناكفات والسجال العقيم وإثارة الضغائن والأحقاد، وتجييش العوام في قضية مكانها السياسة والحوار والاستفتاء إن لزم الأمر.

نحن عشنا هذه القضية ونشأنا معها، ومنذ أن فتحنا عيوننا كانت القضية الجنوبية في طليعة القضايا، ومع الأيام عرفنا طبيعتها وتفاصيلها وأبعادها، فتعاملنا معها كقضية تنشط أحيانا وتهدأ أحايينا، وعادة ما تخضع للمواقف السياسية، وأوراق الضغط المؤقتة داخليا وخارجيا.

لكن لا يزال العيال يمارسون العمل السياسي بغباء، لم يستفيدوا من الدروس ولم تعلمهم الأيام فن التعاطي مع القضايا وفق حجمها، شاهرين سيوفهم في كل منعطف وعند كل موقف، بحثا عن تصدر المشهد والفوز بأعداد الضحايا..لا تعلموا مكر السياسة ولا خدعة الحرب ولا فن القيادة ولا نضجوا لا في الداخل ولا في الخارج،

هم نسخ تتكرر من التسعينيات مثلهم مثل بنادق الفزعات في كل معركة، ومنصات الإيجار، ونكبة الواقع الهش ومخرجاته.

وبعد ذلك يطلون علينا من شرفات الفنادق ليملوا علينا هلوساتهم، ويريدون منا أن نتحول إلى آلات إعلامية للمواجهة، وإشباع رغباتهم في توفير مواد إعلامية تغذي مؤسساتهم ومنابرهم، بل وصل الأمر بهذه الدمى إلى المساواة بين مشروع عنصري سلالي يسعى لتعبيدهم لشخصه، وبين مواقف سياسية يمكن حلها بمجرد لقاء بين الرعاة..