ما علاقة التفجير المفاجئ للوضع في السودان بالتحركات السعودية الأخيرة باليمن وسوريا وإيران؟
بشكل مفاجئ، انفجرت الأوضاع في عدد من المدن السودانية بينها العاصمة الخرطوم، بعد تمرد قوات الدعم السريع، بقيادة محمد دقلو "حميدتي"، ومهاجمتها لقوات الجيش والمنشآت الحكومية.
يأتي ذلك، في ظل تغيرات كبيرة في المنطقة بقيادة السعودية التي عمدت إلى سياسة إطفاء الحرائق، وأبرمت الاتفاقات والمصالحات مع طهران ودمشق، وجهودها للسلام ووقف الحرب في اليمن، وكذلك وقوفها خلف ااستكمال المصالحة الخليجية بين قطر والبحرين.
هذا التزامن، ليس "محض صدفة"، بل يعتقد محللون سياسيون تابعهم "المشهد اليمني" أن له ارتباط وثيقً الصلة بين التحركات السعودية الأخيرة وخصوصا في اليمن وسوريا، الرامية، لإيجاد شرق أوسط آمن ومستقر ومزدهر، بعيدا عن الصراعات العسكرية والحروب المعرقلة للطموحات والإنجازات الاقتصادية.
يقول المحللون، إن السودان قد لا يكون المحطة الأخيرة، فهناك بؤر في المنطقة قابلة للاشتعال، وتهدد الاستراتيجية السعودية لقيادة شرق أوسط خال من التوترات العسكرية.
في هذا السياق، يقول الدكتور تركي القبلان، وهو محلل سياسي من الطراز الرفيع، إن "ماجرى في السودان الشقيق لم يكن محض صدفة".
ويضيف أن "قرار المواجهة بهذا الحجم لن يجروء على اتخاذه قائد قوات محلية في مواجهة جيش دولة وطني بقطاعاته الأربعة وبتاريخ يمتد لمئة عام ، لولا موقع السودان الجيوسياسي المؤثر في بيئة البحر الأحمر" .
واعتبر القبلان، ذلك مؤشر إلى دور للقوى الخارجية التي يهمها أن تكون البحار والمضائق تحت سيطرتها الاستراتيجية في إطار صراع لعبة الأمم .
وكانت إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية السعودية تعرضت “لحادث” إطلاق نار، في مطار العاصمة السودانية الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض (السبت 15-4-2023).
وأعلنت الشركة في بيان أمس، تعليق رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر.
ويشهد السودان اشتباكات عنيفة واتهامات متبادلة بين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، وقوات الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان.