بعد مرور 20 عامًا.. شاهد كيف انهار مذيع الجزيرة باكيًا على الهواء وهو يقرأ خبر سقوط بغداد ”مؤثر”
صادف أمس الأحد، 9 أبريل/ نيسان، الذكرى العشرين، لسقوط العاصمة العراقية "بغداد" في عام 2003 بيد الأميركيين وحلفائهم.
وفي هذه الذكرى وما رافقها من أحداث أليمة ما زالت آثارها محفورة حتى اللحظة في قلوب العراقيين والشعوب العربية، أعادت منصات التواصل الاجتماعي، تداول فيديو مؤثر لمذيع قناة الجزيرة، محمد كريشان، وهو ينهار باكيًا أثناء قراءته لخبر سقوط بغداد.
ويظهر المذيع كريشان، في الفيديو الذي رصده "المشهد اليمني"، وهو يشرح لحظة دخول الدبابات الأمريكية بغداد، وتعرض وزارة الإعلام العراقية للقصف الجوي من الطيران الأمريكي.
وبشأن خسائر العراق منذ الاحتلال الأمريكي، نشرت صحيفة "العربي الجديد" تقريرًا قالت فيه إنه للعام العشرين على التوالي تواصل الحكومات العراقية المتعاقبة حظر تصريح مؤسساتها عن أرقام أو تفاصيل خسائر البلاد جراء الاحتلال الأميركي، وما أعقبه من دوامة عنف وخراب عمت سائر بلاد الرافدين، خصوصاً فيما يتعلق بوزارتي الداخلية والصحة.
وقنلت الصحيفة عن مسؤول عراقي رفيع المستوى في وزارة الداخلية في بغداد، كشفه عن أرقام جديدة للضحايا والمصابين والمختفين قسراً، موضحاً أن "العراق غير قادر على تقديم أي أرقام دقيقة بالوقت الحالي لخسائر ما بعد 2003".
ووفقاً للمسؤول فإن "ما لا يقل عن 650 ألف عراقي قتلوا بعد عام 2005، ولغاية العام الماضي، ولا يُعلم على وجه الدقة عدد من قضى بين 2003 وحتى نهاية 2004 لأسباب معروفة تتعلق بعدم التوثيق والفوضى التي ضربت البلاد، وانهيار المؤسسات المسؤولة عن مثل هذه الأرشفة، لكن بطبيعة الحال العدد كبير أيضاً". ويكشف أن الفترة من 2005 ولغاية 2022 سجّل فيها أكثر من مليون مصاب وجريح في عموم مدن العراق.
وتتصدر بغداد ونينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين قائمة أكثر المحافظات خسائر بشرية، تليها نينوى وواسط والبصرة. وكانت أعوام 2006، و2007 و2015، و2016 الأكثر دموية في العراق خلال العقدين الماضيين، من ناحية عدد القتلى والجرحى والمفقودين.
في المقابل فإن التقديرات تشير إلى وجود نحو 90 ألف مفقود منذ 2003، قسم منهم خلال الحرب الأميركية على العراق، وآخرون خلال موجة العنف والإرهاب التي عصفت بالبلاد خلال العقدين الماضيين، من بينهم نحو 26 ألفاً، تم اختطافهم على يد مليشيات مسلحة حليفة لإيران عام 2015، خلال نزوحهم من مناطقهم. على الطرف الآخر، فإن صفحة النزوح والتهجير الداخلي والخارجي التي لم تُطو لغاية الآن، لا تزال تتفاعل سياسياً وإنسانياً.
ولا يزال قرابة مليون عراقي نازحين داخل البلاد، من بينهم 28 ألف أسرة تقيم في مخيمات ومعسكرات نزوح شمال وغرب ووسط البلاد، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى وجود ما لا يقل عن 5 ملايين عراقي خارج البلاد منذ عام 2003. كما تتواصل ظاهرة "المدن منزوعة السكان"، التي تحتلها مليشيات وجماعات مسلحة حليفة لإيران، مثل جرف الصخر ويثرب والعوجة وعزيز بلد والعويسات، وذراع دجلة، وإبراهيم بن علي، وآمرلي، والسعدية وقرى المقدادية ومكحول وسنجار.
5 ملايين يتيم... وبغداد مدينة الأرامل
كما تكشف أرقام مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن وجود "أكثر من 5 ملايين طفل يتيم في العراق". وسبق أن قال عضو مجلس أمناء المفوضية أنس العزاوي، في تصريحات منتصف العام الماضي، إنهم يعانون ويحتاجون للدعم.
في المقابل، تشير أرقام رسمية صادرة عن دائرة الحماية الاجتماعية إلى وجود أكثر من 300 ألف أرملة في بغداد وحدها، أكثر من نصفهن دون سن الأربعين عاماً، بينما يبلغ مجموعهن في عموم مدن البلاد مليونين ومائة ألف أرملة، لا يحصل أكثر من 35 في المائة منهن على المساعدات الحكومية، المعروفة بمرتبات الرعاية الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك تُظهر أرقام نقابة المعلمين العراقيين ارتفاع نسبة الأمية في البلاد إلى 10 ملايين شخص وفقاً للمتحدث باسم النقابة ناصر الكعبي، الذي تحدث للصحافيين ببغداد العام الماضي، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة أبلغتهم بأن العدد المقدر هو 11 مليون أمي بالبلاد، بواقع 25 بالمائة من مجموع سكان البلاد.
وباتت المخدرات، التي تقول وزارة الداخلية إنها تخوض حرباً منذ عامين مع تجارها ومهربيها، واحدة من أكثر الممنوعات مقدرة على الوصول إليها، بسبب الانتشار الكبير ورخص ثمنها. ويقدر مسؤول في وزارة الداخلية، في حديث لـ"العربي الجديد"، نسبة الجرائم التي تُرتكب تحت تأثير المخدرات بأنها أكثر من 70 في المائة، وأن اثنين من كل 10 شباب متعاطون بشكل منتظم لها، فيما تتصدر بغداد مدن العراق في التعاطي والاتجار بها.