الخميس 6 فبراير 2025 09:22 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

قحطان.. شموخ الموقف و تواطؤ الوسيط الأممي!

الأربعاء 5 أبريل 2023 12:55 مـ 15 رمضان 1444 هـ

أن تجد في خصمك قدرا من الرجولة- مهما كان ضئيلا، و حتى لو لم يُرَ إلا بالمجهر- فأنت سعيد..!!

و لكن الطامة أن يكون خصمك فاقدا لكل أخلاق الرجولة و المروءة ، فما هو السبيل، و أين الوسيلة التي يمكنك معها أن تتخاطب بها مع هذا المسخ؟

محمد قحطان، رجل حوار، و رجل مواقف، و أفقه الحواري في التعاطي السياسي أوسع من ان تطمسه سجون الطغاة الحوثية، بل و يتقزم بجواره فريق الأمم المتحدة الذي سقط إنسانيا، و سقط أدبيا و قانونيا عندما تواطأ ببؤس مع مليشيا الحوثي و أدار ظهره لقرار مجلس الأمن الذي يشمل محمد قحطان في الإفراج.

كان الحجاج مشهورا بالطغيان - بصرف النظر عن أن مؤرخي الشيعة لفقوا عليه حكايات بالغوا فيها مبالغات لا يقبلها عقل - حتى كانت سجونه تعبأ بالمساجين- مهما كانت التهمة صغيرة أحيانا. و كان يستعرض المساجين بنفسه؛ يسأل كل سجين؛ ما جريرته، أو تهمته؟

و ذات يوم يسأل مسجونا: ما جريرتك؟ رد السجين: ليس لي من ذنب إلا أنني محبوس بتهمة موجهة لابن عمٍّ لي، فما ذنبي أنا؟

فرد عليه الححاج: أَوَلم تسمع إلى قول القائل:

و لرب مأخوذ بذنب قريبه و نجا المقارف صاحب الذنب

فقال السجين: كلا لم أسمع هذا، و لكني سمعت قول الله عز و جل: « معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون».

فتوقف الحجاج مقرا، قائلا: صدق الله و كذب الشاعر !

رجم طغيانه و تجبره، إلا أنه بقي لديه شيئ من شرف، و شيئ من رجولة.

هذه السطور لا تستجدي الحوثي- الذي يمثل إرهابا مملوءا بالكراهية- و لكنها تعرفه بالدونية التي تلفع بها..!!

أدعياء البُنُوَّة للرسول، التي تنسف ادعاءهم هذه الآية «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم » قدموا بالأدلة و البراهين انبتات صلتهم - حتى- بمجرد الانتماء السلوكي لهذا الرسول الكريم المتسامح.

قبض حرس المدينة المنورة- في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)- على رجل اسمه ثمامة بن أثال، كان يريد التسلل لاغتيال النبي صلى الله عليه و سلم بعد تهديد معلن و ترصد مسبق منه، و بعد حجزه ثلاثة أيام مَنّ عليه الرسول الكريم بإطلاق سراحه دونما أي شرط أو عقوبة.

ليست هذه السطور وعظا لفئة تدمن القتل و الخراب، و لكنها تعرية لزيف ادعاءاتهم التي يزعمونها، و كذب مفاخرهم التي يدّعون.

يدّعون كذبا و زورا أن لهم صلة بقوله تعالى:« ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا» !! و هيهات لفئة ضالة ظالمة ، تقتل الأطفال، و تقنص النساء، و تزرع الألغام، و تقصف الأحياء السكنية، و تستبيح دماء و أموال الغير على قاعدة المزاعم اليهودية التي يأخذون بها« ليس علينا في الأميين سبيل».

وقف حقد السلالة الحوثية عند محمد قحطان مكشوفا لا يحجبه شيئ، عاريا ليس له أدنى ستر.

و قفت الطائفية الحوثية عند محمد قحطان تجتر أحقاد الماضي بهمجية مطهر شرف الدين، و وحشية عبدالله بن حمزة، و الغرور الضال لحسين قاسم العياني، الذي زعم أنه أفضل من رسول الله، و أن كلامه أنفع من كلام الله..!!

و كلهم يتقزمون أمام رمز المقاومة المعلنة لمحمد قحطان في وجه مليشيا الحوثي.

قيادة المليشيا لا تنتقم من شخص محمد قحطان فحسب؛ تنتقم من التاريخ و الجغرافيا و السياسة و الرجولة و الأخلاق، و الحقيقة.. و حتى من الدين..!!

فضحت التّقيّة أفرادا ينتمون للسلالة الحوثية ممن يزعمون التنور و الانفتاح و هم يقفون موقف التشفي و المنتقم من قحطان أيضا، و لم ينبس أحدهم بحرف واحد له بصيص من تَنَوّر مزعوم، حتى ليصدق فيهم قول أبي الأحرار الزبيري:

يبهرون الدنيا بزورة موسكو و عليهم تراب دنيا ثمود

وجها لوجه، تقف سلالة الحوثي، و خلفها إيران، و كل عصاباتها المتربصة في دول عربية في مواجهة محمد قحطان؛ ذلك لأن محمد قحطان كان يقف الموقف المبدئي و الوطني ما يجعله محل احترام الجميع.