الخميس 6 فبراير 2025 03:04 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

عن حرب سالي حمادة ومشكلة الملابس النسائية في اليمن

الأربعاء 29 مارس 2023 01:51 صـ 8 رمضان 1444 هـ
زهير الطاهري
زهير الطاهري

يهرب المخرج اليمني دائما إلى الماضي أو القرية في التمثيل، كحل لمشكلة الملابس النسائية التي تقتضيها حياة المدن. لذا تظهر الفتيات دائما بملابس غريبة عجيبة، لا شيء يربط بينها. بينما يناور عمرو جمال، من قلب المدينة، ويشتبك مع هذه المشكلة العويصة من الداخل، بكل الطرق المتاحة أمامه، يستسهل بقية المخرجين الهروب، لكن الهروب الدائم من المشكلة ليس حلا أبدا؛ ولابد من المواجهة معها، وتفكيكها ولو بشكل تدريجي. اليوم أو غدا، سوف يحدث ذلك، والمسألة مسألة وقت لا أكثر.

إذن، يجب أن يقترب المشهد من حياتنا الحقيقية، ويلامس تفاصيلها ولو بحذر. لا يهمنا كيف؟ المهم أن يحدث. جدوا حلا، أو ابتكروا آخرا. المهم أن لا تبقى الدراما في اللازمان واللامكان. اقتربوا من المدن، ولا تخافوا، وعلى كل حال، فأنتم لم تسلموا يوما من نقد المجتمع، ولن تخسروا أكثر مما خسرتموه حتى الآن. وسوف يتقبل المجتمع الأمر شيئا فشيئا، والسلطات أيضا. وعلى الممثلات أن يتقبلن واقعهن الذي اخترنه بإرادتهن. فبقاء حياتنا خارج الزمان والمكان أمر لم نعد نحتمله. ولا نرضى يهذا الوضع لمجرد أن فتاة ما، لا تريد الظهور بهذه الشكل أو غيره. أو لأن هذا اللبس يتفق أو لا يتفق مع أي وجهة نظر.

سالي حمادة فنانة مبدعة جدا، ويمكنها أن تحل الكثير من التعقيدات، فقد خاضت الحرب مع المجتمع نيابة عنكم، حتى تقبلها بكل حالاتها. بدلا عن هذه الملابس التي تنتمي إلى حقب زمنية متفرقة، الفرق واضح بين الزنة والحذاء. فيما يرتدي الرجال الجنزات والبواتي، ويستخدم أحدهم تلفون نوت 20. ترتدي الفتيات ملابس تعود إلى العصر الزمبريطي. هكذا يهرب المخرجون بالمسلسلات إلى اللامكان واللازمان، بغباء مفرط، ولا يدركون أنهم بهذه التصرفات والملابس يفسدون الذوق والمخيلة.

الفن مرآة المجتمع، وابن لواقعه. وسيلة الشعوب للإفصاح عن ذاتها، وتصدير ملامحها. الملامح التي تبدو في كل المسلسلات لا تشبهنا، ولا تفصح إلا عن أزمة إخراج واضحة. وعدم استيعاب المخرج للمشكلة. فهذه الصورة ليست صورتنا. لا صورة القرية ولا الماضي حتى، بل هي صورة كاريكاتورية مشوهة، خليط من الماضي والحاضر، من القرى والضواحي. ولا داعي لها. فلا حاجة لدراما لا نجد أنفسنا فيها.

اقتربوا منا، أو اتركونا وشأننا. لا نريدكم.

اغربوا عن وجهي. كامرا واوا.