الخميس 6 فبراير 2025 09:53 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

ما الذي جعل يحيى الحمادي شاعراً يمنيا كبيراً؟

الأحد 12 فبراير 2023 08:16 مـ 22 رجب 1444 هـ
د.قائد غيلان
د.قائد غيلان

لعل أجمل ما في أربعينية الفقيد الدكتور عبد العزيز المقالح قصيدة الشاعر الكبير يحيى الحمادي، لكن قصيدته تلك ليست أجمل قصائده، ولم ينبغ الحمادي ويُعرَف كشاعر كبير من خلال هذه القصيدة فقط، فالحمادي شاعر معروف عربياً قبل هذه القصيدة. مالذي جعل بعضهم يعلن اليوم الحمادي شاعراً كبيراً ؟
يعود ذلك في اعتقادي إلى أن العربي تعوّد أن يستقبل الشعر عبر أذنه، أي عن طريق الإنشاد. دواوين الحمادي مطبوعة ومنشورة، وجُلّ قصائده ينشرها على صفحته في الفيسبوك، ومع ذلك لم يكتشفه البعض شاعراً كبيراً إلا اليوم. كان الحمادي يقرأ قصيدته وهناك من يصرخ "أعِد" وكأنه يلقي قصيدة شـعـبية، رغم أن الجمهور كان نوعياً، فجلهم من الأدباء والمفكرين والكتاب. إنشاد الشعر يلاقي غالباً الاستحسان، خاصة إذا كان بصوت جميل وأداء جيد، وعند ذاك يختلط استحسان الإنشاد والإعجاب بالقصيدة، وعندما تلتقي لذة الاستماع مع العاطفة، كمقام الحزن على الفقيد الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح، في تلك الحالة تنجح القصيدة في الوصول إلى قلوب الناس.
القصيدة رائعة، ما في ذلك شك، لكنها ليست مَن جعلت الحمادي شاعراً كبيراً، ولم يودع فيها شاعرُها كل إمكانياته الشعرية، فللحمادي قصائد أروع وأجمل وأكثر شعرية، لكنهم لم يسمعوها منه مباشرة في موقف مهيب كهذا الموقف الذي صفقوا له فيه اليوم وانتزع منهم اعترافاً بزعامته على الشعر في هذه المرحلة ..