الخميس 6 فبراير 2025 06:13 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

عن الزلزال: شخصان يتبادلان الغباء وبلادة الإحساس

الثلاثاء 7 فبراير 2023 04:14 مـ 17 رجب 1444 هـ

شخصان يتبادلان الغباء، وبلادة الإحساس، وانعدام الذوق، وخفة العقل.

الأول: جعل من الزلزال مناسبة لاتهام الضحايا بالكفر والمعاصي وانتقام الله.

والآخر: وجد في الزلزال فرصة لترويج شبهاته وإلحاده وتشكيك الناس بربهم ودينهم.

ووجدت أن أفضل من رد على هذين البليدين هو السوري ( أنس الدغيم ) الذي تابع أحداث الزلزال ومعانات أهله من المصيبة فكتب قائلاً:

《على فكرة: هذا وقتُ المسح على رؤوس المصابين، وليس وقت المواعظ الباردة.

هذا وقتُ إيواء المشرَّدين، وليس وقت سَوق آياتِ العذاب.

هذا وقت أن تسأل: هل أنتم آمنون؟ وليس وقت سؤالك الفَجّ: هل اتّعظتم؟.

هذا وقت أن تعود ببيتك على من لا بيتَ عنده، وبغطائك على من لا غطاء يقيه البردَ والتشرّد، وليس وقت الوقوف على أسباب الزلزال من نقص الإيمان وما شابهه من الكلام الفارغ.

لكلِّ مقامٍ مقال، ولكلّ مقالٍ مقام، فلا تكسروا قلوبَ المنكوبين أكثر ممّا هي منكسرة.

كُن رجُلاً وقمْ بأقلّ الواجب من المساعدة ما أمكن، وخبِّئ مواعظَك التي لا تُجدي، فليس من الحكمةِ أن تخاطبَ الذين هم تحت الأنقاض: هل اعتبرتم؟ وليس من الذَّوق أن تسأل الذين لا يعرفون عن أهلهم وإخوانهم شيئاً بعد: هل تُبتم؟ كلُّ الذين أصيبوا يعرفون أنّه من الله، وكلمة الحمد لله لا تفارقُ ألسنتَهم، فلا تزدْ عليهم الهمّ بورعِك البارد وإيمانيّاتك الفجّة.

اللهمّ ارحم من قضى في هذا الزلزال، واشفِ من أُصيب وآوِ كلِّ مشرَّدٍ وأمِّنْ كلَّ خائف》.