الخميس 6 فبراير 2025 11:31 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

نظرية لعبة المطاط في حرب اليمن

الجمعة 13 يناير 2023 08:08 مـ 21 جمادى آخر 1444 هـ
عبدالسلام محمد
عبدالسلام محمد


عبد السلام محمد
كنا ونحن صغارا نلعب بالمطاط الذي تربط به الفلوس، وبسبب الهزائم نضطر لشراء باكتات مطاط ونخسر كل فلوس الحلويات التي تعطى لنا، لكن كنا نخطط للعبة الأخيرة بمخطط فوضوي بالتعاون مع أطفال مختفين وغير مشاركين في اللعبة، فيرتبك الخصوم ولا ينتبهون إلا بعد خسارتهم كل ما يمتلكون من مطاط.
كيف نصمم اللعبة الأخيرةً من لعبة المطاط، مع خصوم محترفين يأتون إلى قريتنا لكسب المزيد من المطاط ؟
‏نلعب لعبا طبيعيا، فإن كسبنا نلعب اللعبة التالية بالمكسب فقط، ونسلم الاطفال الداعمين خارج اللعبة ما نسميه رأس المال، وهكذا حتى تفرغ أيدي خصومنا مما معهم.
‏لكن ماذا نعمل عندما نتعرض للهزيمة ؟
عندما نتعرض للهزيمة في لعبة المطاط، نضطر لإغراء الفائز بباكت جديد من المطاط مع كل لعبة ليستمر دون انسحاب، حتى آخر لعبة مع بدء حلول الظلام ، فنطلب من خصومنا أن يكون الميدان واسعا والمسافة بعيدة لقذف كل المطاط الذي معنا ومعهم ، ونشعرهم باليأس من الانتصار وإظهار علامة القبول بالهزيمة ، لكن دائما يكون مخطط الفوضى جاهزا!
ما أن تأخذ المساحة والمسافة كل المطاط دون تحقيق انتصار أحد، يكون آخر مطاط في يد خصمنا هو إشارة للأطفال المختفين يخرجون من وراء الجدران ويعملوا فوضى يسمونها ( القمة) بفتح القاف وتشديد الميم وتعني نهب كل المطاط من الميدان والهروب، وبعد مغادرة خصومنا نتقاسم الأرباح ونخطط للغد.
هذا المثل أوردته للتدليل على أن توقف حرب اليمن أمر بالغ الصعوبة، قبل انتصار طرف. ويبدو أن اليمنيين المتخاصمين ينتظرون ساعة الظلام لإرباك المشهد، فنظرية ( القمة) أو نهب حصاد الحرب متأصلة، فما الذي يسبق إليه اليمنيون بعد الهدنة؟سلام بلا انتصار؟أم فوضى أخيرة تحسم حربا بلا هزيمة؟