اليمن والخليج بين مسارين تاريخيين
بيننا وبين جيراننا الخليجيين مسارين تاريخيين مختلفين:
هم خرجوا من عصور الظلام بفضل الثروة البترولية والسياسة التقليدية المحافظة،
ونحن الفقراء في جنوب الجزيرة خرجنا من عصور الظلام بفضل الثورة (ثورتي سبتمبر وأكتوبر) وبفضل النرعة التحررية الجمهورية.
لم تكن نتائج المسارين، في اليمن والخليج، هي نفسها بالطبع، لاختلاف الأحوال والأقدار والأعباء التاريخية وتفاوت السمات الطبيعية والاجتماعية والتفاوت في الكثافة الديمغرافية،
لكن على الأقل كنا وهم نسير نحو نفس الهدف من طريقين مختلفين، مدفوعين معاً بالرغبة في التزامن واللحاق بالعالم المتحضر.
كانوا يتقدمون علينا سريعاً في جوانب معينة بفارق الثروة ومزاياها على الصعيد الداخلي والخارجي،
وكنا نتقدم عليهم في جوانب قليلة أخرى بفارق النظام السياسي الجمهوري اليتيم في شبه جزيرة العرب.
أما اليوم، هم فقط من يواصل التقدم،
بينما نحن انحدرنا باتجاه عصور الظلام والشتات من جديد،
خسرنا -دون تعويض- كل شيء بسيط امتلكناه،
وها نحن مكشوفين بلا غطاء: لا ثروة وتنمية ورخاء مادي، ولا جمهورية وحرية وتعدد ووحدة كيان!.