وتغرب شمس رونالدو في المغرب
وكأن المغرب له من اسمه نصيب، فعلى أعتاب المغرب غربت شمس بلجيكا، شمس كندا، شمس اسبانيا، وتغرب اليوم شمس البرتغال، لتبقى لكرواتيا معركة مؤجلة إذ استمرت شمسها ساطعة لتعادله معها، وتستمر حكاية الأسماء المغربية، فتاريخياً كانت مدينة الرباط التي سميت بهذا الاسم لأنها كانت مسكن المرابطين للتوغل في أسبانيا و البرتغال، و كان المنتخب المغربي هو المنتخب الوحيد المرابط في بطولة كأس العالم قطر 2022 و يعطي أملاً كبيراً للعرب بأن يأكلوا من الكعكة التي صنعتها قطر لكل العرب، وتحقق الحلم بحسم المنتخب المغربي المواجهة مع البرتغال بهدف يوسف نصيري و ارتقاءه الذي كان أعلى حتى من أيدي حارس مرمى البرتغال، لتعلن بعدها الاحتفالات من المحيط إلى الخليج ومن المتوسط الى رأس الرجاء الصالح..
وليد الركراكي هذا المدرب العالمي الذي صنع المجد و حقق حلم الملايين، دخل المباراة بتشكيلة مشابهة لتشكيلة منتخب البرتغال ٤-١-٢-٣ و التي كانت تتحول خلال الدفاع الى ٤-١-٤-١، أربك خطط مدرب البرتغال سانتوس الذي دخل مندفعاً و فاتحاً خطوطه، ترك الاستحواذ للبرتغال و أقفل المساحات و لعب على المرتدات ليصطاد الهدف الذي أراد في توقيت مميز في نهاية الشوط الأول، ليضطر سانتوس في بدايات الشوط الثاني إلى الرمي بكل أوراقه الهجومية، و أدخل رونالدو بجانب راموس وغير برونو إلى الجناح بعد أن عقمت جهوده في العمق، ليلعب الركراكي بكتلة دفاعية منخفضة وبستة مدافعين ليتيح حرية الحركة للاظهرة في التحرك للأمام خلال الهجمات المرتدة مع بقاء الصلابة الدفاعية..
وليد الراكركي سيكون جزار المدربين بعد أن أجبر مدرب بلجيكا للاستقالة، ثم استقالة مدرب اسبانيا بعد هزيمته، و الآن سنرى سانتوس يستقيل بدون شك الذي انتهى عهده و عهد رونالدو، الركراكي الذي هزم المدرسة الاوربية البلجيكية، و ناطح مدرسة تحكم الوسط الكرواتية، و حطم تطلعات المدرسة الكندية الحديثة، و اجهز على مدرسة الاستحواذ و التكي تاكا الاسبانية، وهاهو اليوم يحطم اسطورة اللعب المباشر و المهاري للمدرسة البرازيلية الأوربية، بنجومية كبيرة من أوناحي الرهيب و جواد الذي كان برج مراقبة الدفاع و مشاغبات نصيري و تألق المبدع أشرف حكيمي، و حرفنة بوفال، أما عطية الله فقد كان عطية الله الذي منع مصيبة الله المتمثلة في جواو فليكس و برونو فيرناديز و رونالدو..
دخل المنتخب المغربي وشارة القيادة على عضد السايس الذي سايس الكرة و روض هجوم البرتغال، ليخرج مصاباً و يحمل الشارة حكيم زياش ليقود الدفة بحكمة حتى خرج مرهقاً، ليحمل الشارة مرابط الذي كان عميد المرابطين و يكون له من اسمه نصيب،ليستمر الرباط بتحطيم كل هجمات البرتغال، ليخرج المغرب بالكلين شيت للمرة الرابعة، لأن وراء هذا الفريق حارس مرمى غير عادي اسمه ياسين بونو الذي كان نصف الفريق بحق، بونو الذي جعل رونالدو محطم الارقام القياسية يذرف دموعه، رونالدو الذي قال له المدافع المغربي داري : يا رونالدو انا داري و منطقة الـ 18 داري وليست دارك، الفوز لأحلامنا لا طموحاتك، ليستمر المغرب في تحقيق الحلم..