الخميس 6 فبراير 2025 02:55 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الحملة الأمنية في تعز والتحدي الأكبر

الخميس 27 أكتوبر 2022 01:38 صـ 2 ربيع آخر 1444 هـ

من يوميات مدينة تحت الحصار 139
الحملة الأمنية في تعز
قيل:
إن كنت لاتدري فتلك مصيبة ؛؛؛ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
يحضرني هذا البيت وأنا أتابع الحملة الأمنية التي ترسي ملمحا من ملامح الدولة الغائبة منذ اندلاع الحرب.
تعز التي تجمّع فيها الأضداد؛ ويتحالف ضدها الحوثي والأوغاد تستحق أن تقام لأجلها الحملات الأمنية والإعلامية والشعبية.
فلا أحد مستفيد من انعدام الأمن غير الحوثيين والداعمين لأعمال الشغب والبلطجة؟
هل تدرون أنه لولا وجود الداعمين الكبار للمفصعين والمتهبشين (المفسدين) لما وصلت تعز لهذا الواقع المتشظي!
هل تدرون أن هذا المسلسل الدامي لن يتوقف إلا إذا اتحدتم وكنتم يدا واحدة ضد المارقين عن الدولة.
إن الحوثيين ليسوا وحدهم من تسبب في كل هذا؛ هناك من أبناء تعز من لا يقل فسادا عن الحوثيين.
ولئن كان الحوثيون هم السبب الرئيسي في معاناة المدينة وخنقها بالحصار فإن المتحوثين والمفصعين هم المتسبب الثاني؛ أما المتسبب الثالث فهي المناطقية التي أخلّت بميزان القوى والمناصب التي تدير تعز.
تلك المناصب كان ينبغي أن يعين فيها الأكثر كفاءة وليس الأكثر أتباعا، ابتداء من المحافظ ومرورا بكل تلك المؤسسات العسكرية والخدمية في المدينة.
إن التحدي الأكبر في تعز هو الأمن؛ وهو الذي يجب أن يسعى إليه الجميع.
الأمن مهمة الجهات الأمنية المختصة لكن أمورا أخرى تنهض به؛ كالاصطفاف الشعبي والحملات الإعلامية المساندة من الأفراد والأحزاب والمنظمات.
الأمن إحدى المهام الشاقة التي ينبغي أن ينآ عن المناطقية والعصبية؛ وبدون الأمن فإن كل مواطن هدف للجباية والموت...
فلماذا لم نشهد مؤازة للحملة من حملة الفكر والأقلام؟ من الأحزاب والمنظمات؟ ومن الحاضنة الشعبية العريضة التي تعرضت وتتعرض للرعب اليومي؟
بماذا يفسر هذا الصمت أمام حملة أمنية تسعى لتأمين المواطنين وممتلكاتهم.
لماذا لم ترافقها حملة إعلامية تتناسب وحجم الانفلات الأمني والعصابات التي قوي نفوذها في غياب مؤسسات الدولة؟
لقد ابتليت تعز بالمتباكين عليها أكثر من الباكين فيها؛ ابتليت بنشطاء السوشل ميديا الذين صدق فيهم قول الشاعر :
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحا * فيها وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
صدقوني ليس الحوثي وحده المسؤول عن كل ما يجري بتعز؛ هناك من يرغب في استمرار الجبايات والعبث بممتلكات الناس...
هناك متفيدون يدعمون الانفلات الأمني؛ لتمتليء جيوبهم وتكثر عقاراتهم!
هناك تواطؤ مريب بين الحوثي الذي يخنق المدينة من منافذها والذين يعيثون فسادا داخل المدينة.
وهاهو المحك أمامكم؛ هاهي الحملة الأمنية في الثلاثة الأيام الماضية لم تسلم من لمز وهمز ...
في الثلاثة الأيام الماضية هدأت تعز وتنفس الناس الأمن وناموا ملء أعينهم؛ لكن بعض المنزعجين من الحملة لم يفتح عينه ليرى؛ ولم يغلق فمه ليدع تعز وأهلها.
ستتعافى تعز؛ ستتعافى بوقوفكم مع مؤسسات الدولة لاستعادة الدولة.
يا أهلنا في تعز
يا أحزاب تعز
يا أحرار تعز
قفوا مع الحملة الأمنية؛ ولا تأخذكم العصبية والمناطقية والمصالح بعيدا عن أمن مدينتكم.
قفوا مع الحملة لتنجح في إرساء هيبة الدولة؛ وتحفظ الحقوق وتحمي أرواحكم.
قفوا معها لتنام أعين الشهداء قريرة العين.
قفوا معها لأنها إذا لم تنجح فلن ترفع للدولة راية؛ وستظلون تحت الخوف والجباية؛ فلا بديل عن الدولة غير المفصعين والمتهبشين والعصابات وقطاع الطرق.
تعز تستحق الأمن
أنتم تستحقون أن تعيشوا بأمان
مدينة الثقافة تستحق أن تعود كما كانت مدينة الفكر والحرية والسلام.

#كلنا_مع_الحملة_الأمنية

سعاد الحدابي
26/10/2022