أم يمنية وعشرة من أطفالها يفترشون الشارع في حي شميلة بصنعاء بعد طردهم وحبس عائلهم الوحيد

تواصل بي الأن أحد الشباب، بخصوص هذه الأسرة الفقيرة، أم مع أبناءها وبناتها، يفترشون الشارع بجوار "مدرسة جويرية" في حي شميلة بصنعاء، طردهم صاحب البيت للشارع، وحبس والد الأسرة، لأنهم لم يتمكنوا من دفع الإيجار مع المتأخرات، في الإتصال تحدثت مع الأم وكلمتني بغصة تقتل الرجال من قهرها وويلها، تفول لي بأن عليهم مائة الف ريال متأخرات الإيجار، وفي النهار جاء المؤجر وأخذ الأب للقسم وحبسه هناك، ثم عاد وأخرجهم من البيت، أم مع سبعة عيال صغار وثلاث بنات، طردهم وأغلق البيت على عفشهم وممتلكاتهم، هذه الواقعة ليست من الخيال، إنها حقيقة أيها اليمنيون، حقيقة لا تصدق مع ملامح تبعث القهر والخوف والجنون.
هذه الأسرة تفترش الشارع في هذه اللحظات، بين هذا الجو البارد والمظلم بجوار سور مدرسة جويرية بحي شميلة، يفترشون الشارع مع جوع الحياة وعجز الزمان، يدعون ربهم ومن سينقذهم، يتجرعون جوعهم وفقرهم وتشردهم بينما ينتظرون من يساعدهم وينقذهم في هذا التشرد والضياع، تقول لي الأم بالإتصال وهي تبكي: أين نذهب؟ الى أين نلجأ؟ كنا نصبر على الجوع في بيتنا، كنا نصبر على الفقر والحاجة، لكننا الأن في الشارع، أطفال وبنات مع أوجاعنا وعجزنا ودموعنا، جوعى، خائفين، منقطعين، مشردين، بلا أمل، بلا حياة، بلا كرامة، وبلا رجاء أخير، من سيننقذ أبنائي وبناتي وله حياتي ثمن لهذا؟!
أتمنى أن يصل صوتها يا أصدقاء لفاعلي الخير، أحد الشباب هناك أعطاهم بطانيتين، هو بجوارهم في ذات المكان، من يريد المساعده سأرسل إليه رقم الشاب، ليزورهم ويتواصل بهم، ويقدم لهم ما يمكن تقديمه، أرجو أن نكون لبعضنا سندًا في هذا الزمان المخيف، أرجوا هذا، ويعلم الله لو كنت أستطيع أنا تقديم شيء لما بقيت في مكاني للحظة واحدة.