الأحد 20 أبريل 2025 06:41 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الطريق الى يوم (14 ) اكتوبر المجيد الحلقة الاخيرة (7)

الجمعة 14 أكتوبر 2022 04:02 مـ 19 ربيع أول 1444 هـ

في مثل هذه الليلة ليلة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م كانت قوات من جيش ( اتحاد الجنوب العربي) كما اسمته وشكلته بريطانيا تضيق الخناق على منطقة الثوار في جبال ردفان ، من اجل القضاء على الشيخ راجح لبوزة ورفاقه، والذين قدموا من شمال الوطن بعد قتالهم هناك دعما لثورة سبتمبر . فعند عودتهم ارسل في طلبهم الضابط السياسي البريطاني في الحبيلين رسالة بإسمه وبإسم حكومة اتحاد الجنوب العربي طالبا منهم الوصول اليه مع الاسلحة التي جلبوها معهم من الشمال ، وغرامة مقدارها ( 500) شلن عن كل شخص ، مع تعهد بعدم العودة للقتال في الشمال مالم فسيكون العقاب ، وقد وقع على هذه الرسالة الى جانب الضابط البريطاني النائب محمد حسن علي نائب مشيخة ردفان .. وصلت الرسالة الى الشيخ لبوزة فاجتمع مع اصحابه واتفق الجميع على الرد بالرسالة التالية ( حضرة الضابط السياسي في الحبيلين ومن معه . لقد استلمنا رسالتكم الموجهة الينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية وقد هددتمونا بإسمكم وبإسم ما قلتم انها حكومتنا ( حكومة الجنوب العربي ) ونحب أن نقول لكم أننا لا نعترف بكم ولا بحكومة جنوبكم العربي وان حكومتنا هي حكومة الجمهورية في صنعاء ، ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم ونحذركم من الاقتراب من حدودنا والذي يعتبر من الجبهة فما فوق ).. التوقيع. عن مجموعة العائدين راجح بن غالب لبوزة ((28 سبتمبر 1963م )) . وقد أورد هذه الرسائل المتبادلة كل من محمد عباس ناجي الضالعي في كتابه ( حقائق جديدة عن الانطلاقة الاولى لثورة 14 اكتوبر ). . وسالم حلبوب في كتابه عبد الناصر وثورة الجنوب. وكتاب الندوة الوطنية التوثيقية للثورة اليمنية 14 اكتوبر .. كما نشرت رسالة لبوزة صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت تصدر في عدن في يوم ٢٣ اكتوبر . حمل هذه الرسالة إلى الحبيلين المناضل قاسم شايف وقد ارفق لبوزة. . طلقة رصاص ( زاكي كرام ) داخل الظرف ... جن جنون الإنجليز على هذا التحدي وتحرك الف جندي من جيش اتحاد ( الجنوب العربي ) تدعمهم الأسلحة البريطانية الحديثة والطائرات. تحركوا صوب ردفان وهناك دارت معركة ضارية غير متكافئة تمكن لبوزة ورفاقة من وقف تقدم جيش (الجنوب العربي) إلا أن الطيران والمدفعية كان لها دور كبير في حسم المعركة واستشهد لبوزة بشظية مدفع في يوم 14 اكتوبر 1963م عن عمر 46 عام . واعتبر ذلك اليوم هو يوم انطلاق الثورة المجيدة في جنوب اليمن ضد الاستعمار وحكومته ( الجنوب العربي ) وقد استمرت الثورة حتى كان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م مع خروج اخر جندي بريطاني من عدن وفي ذلك اليوم طوي العلم البريطاني من ارض اليمن وطوي معه علم دولته ( الجنوب العربي ) . رحمك الله ايها القائد ورحم الله رفاقك .. هاهو المشهد يتكرر بعد تسعة وخمسين عام من رحيلكم .. فهاهي بريطانيا تعود من جديد عن طريق الوكيل المعتمد ، وهاهي قوات الجنوب العربي التي هاجمتكم بالامس تسيطر اليوم على عدن . وهاهو الضابط السياسي والعسكري الاماراتي يديرها اليوم كما دارها بالامس الضابط البريطاني، وهاهو عيدروس الزبيدي نائب مشيخة الضالع الى جانبه ويأتمر بامره كما كان محمد حسن علي نائب المشيخة في ردفان ياتمر باوامر الضابط البريطاني .. وكما كانوا دعاة الجنوب العربي في الامس يستلمون بالشلن والجنية الاسترليني . هاهم دعاته اليوم يستلمون بالريال السعودي والدرهم الاماراتي .. نفس الوجيه ونفس المسميات التي رفضتموها وقاتلتم ضدها هاهي تعود من جديد والغائب الوحيد هو الشيخ راجح بن غالب لبوزة . ولكن نحب ان نطمئنكم ايها الشيخ الثائر ان غيابكم هو غياب حسي فقط اما مبادئكم فهي مغروسة في نفوس الملايين من ابناء اليمن الكبير والشاذ لا حكم له فسيخرج مع خروج من يدعمه ويحتمي به كما حصل بالامس عند رحيل الاحتلال البريطاني .. سيرحل كل خائن وعميل وكل من يخالف مبادئ سبتمبر واكتوبر سيرحل الصغار ويبقى اليمن الكبير ، اليمن تمرض لكنها لا تموت .