الأحد 20 أبريل 2025 06:45 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هذه هي ثورة أكتوبر وهذا هو لبوزة

الجمعة 14 أكتوبر 2022 02:18 مـ 19 ربيع أول 1444 هـ

ثورة 14 أكتوبر المجيدة كانت طلقة وشرارة سبتمبرية، أطلقها وأشعلها الثائر الكبير راجح بن غالب لبوزة، رحمه الله، في الـ 13 من أكتوبر 1963 واستشهد في نفس اليوم على قمم جبال ردفان الشامخة، وبعد يوم من استشهاده، أعلنت الجبهة القومية انطلاق ثورة التحرير في الـ 14 من أكتوبر في كل محافظات الجنوب اليمني المحتل.

عاد لبوزة من معركة الذود عن سبتمبر بروحٍ مشبعةٍ بالثورة، فأعاد ببندقيته السبتمبرية أرض الآباء والأجداد، وكانت ثورة سبتمبر بالنسبة له هي البداية، الانطلاقة، سيل العرم الجارف الذي جرف الكهنوت السلالي شمالا وأتى على المحتل البريطاني جنوبا فألقاه في البحر غريقا ومعه غربت شمس بريطانيا في عدن.

كان الشهيد لبوزة قيلاً من أقيال اليمن الشامخين، رفض الذل والعبودية للمحتل الغشوم، فأشعلها ثورة من ريف لحج حتى وصلت إلى قلب عدن، فكيف تمكّن هذا اليتيم المعذّب الذي عاش حياة قاسية أن يشذّب روح البلاد من عجاج السنين؟

كيف لهذا المشرّد في قمم الجبال أن يحيل قصور بلاد الضباب إلى ساحة للبكاء والنحيب؟ كيف لهذا الذي لم ينل حظه من نقوش الأبجدية أن يكون مُلهماً، أن يكون قائداً على كْتفه سلاح الرجال ومئزره متخمٌ بالرصاص؟

هذا هو الشهيد لبوزة الذي طار إلى الله على جناحي ثورة في ثورتين، شمخ إلى عليين بكفاح سبتمبر وارتقى إليها بجناح أكتوبر. هذا هو اليمني السبئي الحميري الذي لا يزال عبق بارود رصاصه يفوح في الأرجاء من شماريخ ردفان إلى صيرة عدن، كبخور حميري معتّق.

هذه هي أكتوبر الثورة، وهذا هو لبوزة، حبرٌ من دمِ ثائر، وصفحةُ مجدٍ من سِفرٍ خالد، وكتاب كفاحٍ من تاريخِ أمة. سلامٌ على روحك يا بطل الثورتين .. يا سرّاً خبأته أقدار السنين.