الخميس 6 فبراير 2025 06:31 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الطريق الى يوم (14) أكتوبر المجيد ( 6)

الخميس 13 أكتوبر 2022 04:42 مـ 18 ربيع أول 1444 هـ

كان رجال المعارضة للإمام يحيى في شمال اليمن يجدون متنفس وحاضنة لهم في عدن ويصدرون الصحف التي تنتقد وتهاجم سياسة الإمام وتدعوا للثورة عليه وقد تكون هناك حزب ( الأحرار ) بزعامة النعمان والزبيري ، وفي عام 1948م قامت الثورة في صنعاء بعد أن تم قتل الامام ( يحيى ) في منطقة حزيز بضواحي العاصمة فهب المتطوعون من عدن إلى صنعاء للدفاع عن الثورة وكان على راسهم (أحمد محمد النعمان ) رئيس الحزب الذي قاد جيش من تعز وإب لفك الحصار الذي ضربته قوات الإمام أحمد على صنعاء . لم تستمر الثورة والتي عرفت بثورة ( الدستور ) غير ثلاثة أسابيع وسقطت صنعاء وتم أسر رجال الثورة واقتيادهم إلى سجون حجة واعدم منهم الكثير . تولى الحكم في الشمال الإمام أحمد خلفا لأبيه وقد قام بدعم التمردات على الإنجليز في جنوب البلاد ولم يعترف بالحدود وكان الدعم عن طريق ( الشامي ) عامل الإمام في البيضاء الذي كان يدعم القبائل في شبوة بالسلاح (بنادق ) . وكذلك عن طريق ( السياغي ) عامل الإمام في إب لدعم القبائل في الضالع. .

في شبوه قام العوالق بانتفاضات متكرره ضد الانجليز فاستخدمت بريطانيا ضدهم القوة البرية والجوية وقد نزح منهم الكثير وخاصة القادة منهم إلى لواء ( البيضاء ) في شمال البلاد كما هو الحال في لحج الذي رفض سلطانها الشروط البريطانية فقاموا بمطاردته فهرب إلى تعز وتم تنصيب شقيقه بدلا عنه بعد أن وافق على الشروط البريطانية ... ( المصدر السابق لشفيقة العراسي ) .. الواقع أن مدينة عدن ظلت مهملة من الجانب البريطاني طوال الفترة الماضية لاحتلالها ولم تلتفت اليها إلا في خمسينات القرن الماضي بعد أكثر من مئة عام على احتلالها.. فعملت على انشاء مصافي عدن عام 1954م واهتمت بالميناء والمطار وقامت ببناء مستشفى ( الملكة اليزابيت الثانية ) وكان من اجمل المستشفيات في المنطقة ( الجمهوري حاليا ) وقد افتتحته الملكة نفسها أثناء زيارتها لعدن عام 1954م .. إذاعة عدن كان قد تم تأسيسها عام 1940م لمواجهة أعلام دول ( المحور ) أثناء الحرب العالمية الثانية، بقية المناطق في الجنوب ظلت مهملة تماما حتى رحيل الاحتلال .. و في عام 1956م كان اتفاق الإمام أحمد مع جمال عبد الناصر والملك سعود في جدة على تأسيس اتفاقية دفاع مشترك بين الدول الثلاث وقد طالب الإمام أحمد الدعم من الدولتين لمواجهة الإنجليز في الجنوب ودعم المقاومة هناك بأسلحة حديثة فحصل على دعم مالي من السعودية وحصل على أسلحة حديثة من مصر . غير أن السلاح قد سخر لغير ماهو مخصص له وتم تسليح ( عكفة الإمام ) بالسلاح الجديد واعطي السلاح القديم للمشائخ ورجال القبائل القادمين من الجنوب لطلب الدعم من الإمام ومع ذلك كان يطلب منهم رهائن حتى يضمن إعادة السلاح وهذا هو الجنان بعينه كما قال ذلك مراسل ( الأهرام ) عندما زار الإمام في منطقة ( السخنة ) وشاهد ذلك بنفسه (سالم حلبوب في كتابه .عبد الناصر وثورة الجنوب )... المعارضة العمالية في عدن عن طريق النقابات والسياسية عن طريق بعض الأحزاب بلغت ذروتها في الخمسينات ضد السياسة البريطانية في الجنوب . فقامت بريطانيا بخطوة سياسية من أجل سلخ المناطق الجنوبية من هويتها اليمنية فاسست عام 1959م ماعرف بإتحاد (امارات الجنوب العربي ) ويشمل المحميات الغربية لعدن ( سلطنات ومشيخات ) ولم تدخل (حضرموت والمهرة ) في هذا الاتحاد بعد رفض السلاطين هناك للانضمام وقد تم استثناء عدن أيضا من ذلك الإتحاد الذي تم استبداله عام 1962م بإسم آخر وهو ( الاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي ) وقد ضم أكثر من 12 سلطنة ومشيخة وبالطبع لم تدخل أيضا في الاتحاد الجديد ( حضرموت والمهرة . شبوة ) ولذلك فان مصطلح الجنوب العربي لا يشمل المناطق الشرقية من اليمن (حضرموت. شبوة . المهرة ) اما عدن فقد انضمت في عام 1962م بعد أن صوت على ذلك ( المجلس التشريعي ) الموالي للانجليز في عدن وقد كانت المظاهرات العارمة تجوب شوارع عدن ضد هذه الخطوة حتى وصلت إلى أبواب (المجلس التشريعي ) أثناء التصويت واشتبكت الجماهير مع الحراس وهي تهتف ( عدن يمنية . يسقط يسقط الاستعمار ) كما ذكر ذلك الصحفي البريطاني (إدجار اوبلاس ) في كتابه ( اليمن الثورة والحرب ) ... وبينما كانت بريطانيا تقمع بشدة كل أشكال المقاومة في المناطق الجنوبية حدث الزلزال الكبير الذي غير وجه التاريخ في المنطقة فقد أعلن راديو صنعاء في السابعة من صباح الخميس 26 سبتمبر 1962م عن قيام النظام الجمهوري ضد نظام الإمامة فخرجت الجماهير في عدن كما في غيرها من مدن اليمن إلى الشوارع تعلن تاييدها للثورة في شمال اليمن .

وسارع أبناء الجنوب للالتحاق بصفوف الثوار في صنعاء للدفاع عن الثورة الوليدة وعلى رأس هؤلاء الشيخ البطل غالب بن راجح لبوزة وهو ما سيكون موضوع حلقتنا السابعة والاخيرة ليوم غد إن شاء الله.