السعودية والبحث عن علاقة ندية مع واشنطن
شخصيا لا أرى أن السعودية تتجه لتحالف استراتيجي مع روسيا، لكن الرياض تبحث عن استعادة علاقتها الاستراتيجية بواشنطن بطريقة مختلفة.
كانت البداية منذ تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد هو إعادة تقييم العلاقة السعودية الأمريكية من خلال الأقرب للرياض من بين قطبي الحكم الجمهوري والديمقراطي.
شهدت العلاقات السعودية الأمريكية تحسنا طفيفا في عهد ترامب الجمهوري بعد تراجعها الكبير في عهد الديمقراطي أوباما الذي أنهى خدماته كرئيس بقانون "جاستا" 2016 الذي استهدف السعودية قبل رحيله من البيت الأبيض بعام.
وعندما جاء الديمقراطي بايدن بعد ترامب اتهم بأنه يستكمل تنفيذ مخطط أوباما.
قال بايدن الديمقراطي ضمن دعايته الانتخابية أنه سيجعل من السعودية دولة "منبوذة"،وأول عمل قام به بعد وصوله البيت الأبيض رفع حركة الحوثيين المتمردة في اليمن والمدعومة من إيران والمهددة للخليج ؛ من قوائم الارهاب.
فهمت السعودية الرسالة وتعاملت مع الديمقراطيين بذات العقلية الرأس مالية.
حياد السعودية من الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن ردا مكتملا على الابتزاز الأمريكي للخليجيين، بل ذهاب السعودية ودول الأوبك إلى تخفيض انتاج النفط هي الرسالة التي فهمها الأمريكيون وبالتحديد الديمقراطيون وأولهم بايدن، من أن الوقت حان لعودة العلاقات السعودية الأمريكية وفق المصالح.
تتجه الرياض لتأديب بايدن وتجعله منبوذا مع قرب الانتخابات النصفية من خلال اللعب على ملف النفط والطاقة، في توقيت حرج، وبالتالي فإننا قد نشهد تنازلات أمريكية للسعودية في المنطقة إذا ما بقي الديمقراطيون، أما لو تغلب الجمهوريون في الكونجرس فإن الفرصة مواتية لتحالف مختلف وعلاقة مصالح ندية.