الخميس 6 فبراير 2025 06:05 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

النحلة والعسل والمسدس !

السبت 8 أكتوبر 2022 10:11 مـ 13 ربيع أول 1444 هـ
د.قائد غيلان
د.قائد غيلان

كانت النحلة توزّ وسط الوادي العميق بين شطّين متلاصقين، وكان يتمنطق مسدّسا شرسا وسط قامته الفارعة، هي تداري طنين نحلتها وهو يتجاهل شرور مسدسه. طلقة واحدة من ذلك المسدس تكفي لإسكات كل النحلات التي تضجّ داخل الخلية بِـَـنهم لا يرحم. هو يداعب مسدّسه وهي تصرخ في أعماقها وتردد بحقد: "ما أجبنه وما أجمله".
كان العسل يسيل وسط الشجرة، وهي تلعن كلّ دِبَـبَـة العالم التي تتجاهل هذه المغارة، وتلعن مسدّسَـه، كان يلزمها في ذلك الوقت دبٌّ واحد ومسدّس ومخزن رصاصات لا ينفد. هاجت النحل داخل الخلية، أحسّت جيشا من النّمل يهرش جسدها الرخو، صاحت من أعماقها يا أيُّها النمل اخرجي من مساكنك، فليس ثمة سليمان ولا جنود ولا دببة تحب العسل، وليس هناك رصاصة طائشة تسكت كل هذا الضجيج، وتنهي كل هذا الألم.
تمالكت شجاعتَها، اقتربت منه، هزّت جِذع نخلته بقوّة،. دوّت رصاصة وسط الوادي كسرت صمت السنين وعطش السنوات العجاف، طارت نحلتُها بنشوة ونشاط تجمع العطر والعسل للموسم القادم.