الخميس 6 فبراير 2025 09:19 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

المولد النبوي، بِدعة أم واجب؟

الجمعة 7 أكتوبر 2022 12:21 صـ 11 ربيع أول 1444 هـ

هناك من يقول إن الاحتفال بذكرى مولد نبينا محمد (صل الله عليه وسلم) بِدعة، فيرد عليه الأخرون بإنها بِدعة حسنة.

وبرأيي أن الموضوع جائر ولا خلاف عليه ولا مشكلة عند من يريد الاحتفال به أو من رأى تركه افضل، فلا قُربة من الله للمحتفل، ولا معصية لله لمن لم يحتفل.

ولكن الخطأ والخطيئة تأتي من استغلال المليشيات الشيعية الطائفية في البلدان المنكوبة بوجودهم في تحويل هذه المناسبة إلى فرصة لنهب التجار أموالهم وسلب الناس أرزاقهم، وتحويل أموال الدولة إلى مصارف لا تبني حجرًا ولا تزرع شجرًا ولا تروي عاطشًا ولا تسد جوع جائعًا.

مبالغة المليشيات الطائفية في اليمن بالاحتفال بهذه الذكرى تأتي من أجل تطييف وظائف الدولة ومذهبة الدين، وفرسنة المجتمع، وقرشنة الحياة. تأتي في سياق ترسيخ مروياتهم العنصرية؛ حول قداسة سلالتهم الهاشمية، وفرض شعاراتهم وألوانهم الخضراء الطائفية والعنصرية على الناس، بقوة السلاح وبإمكانات الدولة.

كما أنها تسعى من خلال الاحتفالات الطائفية المتعددة طوال العام إلى اشغال الناس عن مطالبتهم بإخراج مليشياتهم المسلحة من مؤسسات الدولة، وإنهاء الحرب وتسليم المرتبات واعادة خدمات الدولة المصادرة، ودفعهم إلى دوامات الجدال والصراع الفكري حول قضايا هامشية لا تهدد المليشيات، كوجوب الاحتفال بالمولد أم لا، أو من له الأحق بالحكم، علي أم أبوبكر، وغيرها من أساطير وخرافات وأكاذيب قريش؛ التي بها دمروا دولتنا اليمنية، خلال قرورن طويلة من صراعاتهم على الحكم.

احتفلوا في مساجدكم ودوركم، ولكن بإموالكم الخاصة، وليس بأموال الناس وبمرتبات الجوعى والمشردين.

احتفلوا بالمولد، ولكن لا تضعوا شعاراتكم الطائفية وصوركم العنصرية في طرق الناس وعلى واجهات مؤسساتهم وشوارعهم.

احتفلوا دون التسويق لعائلة الحوثي والخميني والخامنيئي، وبقية العصابات الطائفية.

احتفلوا دون فرض ألوانكم الخضراء الطائفية على الناس.

اخرجوا من مؤسسات الدولة، وغادروا ساحات وباحات اليمنيين، واحتفلوا حتى بمولد جدكم أبولهب، ولكن بعيدًا عن دورنا وحياتنا.

أما نحن، فسنحتفي بمولد النبي، وسنحتفل بثورة ال 26 من سبتمبر، ذلك اليوم المجيد، الذي منحنا فرصة لنتعلم ونرى العالم، بعيدًا عن خرافاتكم وعنصريتكم.

موضوعات متعلقة