الخميس 6 فبراير 2025 12:08 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

”الهرج نصف القتال”

السبت 24 سبتمبر 2022 07:02 مـ 28 صفر 1444 هـ
فيصل الشبيبي
فيصل الشبيبي


ليس انتقاصاً من الخصم أو تقليلاً من شأنه، ولكن هناك مثل شعبي يمني يقول : (الهرج نصف القتال) والحوثي يُطبِّق هذا المثل بحذافيره، بل ويستخدم الهرج أكثر من ثُلثي القتال، لأنه يدرك مدى خطورة الحرب النفسية، ودور الإعلام الكبير في المعركة التي يخوضها.
وعلى الرغم من أن مشروعه مشروع موت غير قابل للحياة أو الديمومة، كونه مُنافياً للفطرة الإنسانية، إلاّ أنه يسير على نهج أسياده في إيران، ويُنفق على الإعلام بسخاء كبير، كونه القطاع الأهم في المعركة، حيث يمتلك عدة قنوات تلفزيونية، غير تلك المُساندة في لبنان وطهران، وأكثر من عشرين إذاعة محلية، بينما خصومه، يقفون مكتوفي الأيدي، رغم أنهم أصحاب الحق، ورغم امتلاكهم عدة قنوات وإذاعات، معظمها تدير معارك جانبية تخدم العدو الرئيسي أكثر مما تواجهه - وإن كانت خفّت في المرحلة الأخيرة -، إضافةً وهو الأهم عدم قيامهم بتنظيم عرض عسكري واحد لردع الحوثي رغم امتلاكهم قوة أكبر من قوته بكثير.
نعلم ونعرف جيداً أساليب الحوثي في التحشيد واستخدامه الترغيب والترهيب في ذلك، وإنفاقه بسخاء على مثل هذه الفعاليات، ونعلم استخدامه لأسالبيب وطرق التصوير التلفزيوني المختلفة من زوايا متعددة بأدوات وإمكانيات وخبرات خارجية، ونعلم أنه نقل الجنود أنفسهم من منطقة إلى أخرى لاستخدامهم في العروض العسكرية، وكذلك استخدامه لطلاب المدارس الثانوية في العرض، لكن الآخرين وخاصةً في خارج اليمن يرون الصورة بطريقة أخرى غير تلك التي نراها ونعلمها.
لذلك ندعو جميع القوى الوطنية الجمهورية، لتغيير استراتيجيتها في إدارة المعركة، ودعم الإعلام بالصورة المطلوبة وإعادة توجيه المعركة إلى مسارها الصحيح، خاصةً وهم يمتلكون مكامن قوة كبيرة، أهمها على الإطلاق، الاحتقان والغضب الشعبي الكبير من هذه العصابة المارقة التي أهلكت الحرث والنسل في المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح، والتي ستسقط من الداخل في حال توحدت الصفوف وتناسى الجميع خلافاتهم التي لا تُسمن ولا تُغني.